تعرض عضو المكتب التنفيذي للمجلس المحلي في مدينة دوما، ومدير مكتب الخدمات فيه "أمين بدران"، إلى حادثة
اختطاف في وضح النهار بمدينة "دوما" أعتى حصون المعارضة السورية أمنا في
الغوطة الشرقية، وخطفه مسلحون مجهولون، من منزله الكامن على مسافة لا تزيد عن عشرات الأمتار فقط عن "فرع المنطقة" المسؤول عن توفير الحماية، ونشر الأمان.
وأرخت هشاشة الأوضاع
الأمنية بظلالها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما بين خطف أو اعتقال، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تنفذها المعارضة السورية، ونشرها للعديد من الحواجز الأمنية وتكثيف عمليات التدقيق، إلا أن العمليات الحاصلة تدل على أنها تصب ضمن أطر "تصفية الحسابات وإعطاء الدروس والعبر" لكل من يخرج عن السياسة العامة المتبعة فيها.
وقال مصدر ميداني في الغوطة الشرقية لـ "
عربي21 " إن "عملية الاختطاف والاعتداء على "أمين بدران" عضو المكتب التنفيذي في المجلس المحلي لمدينة دوما، جاءت عقب عدة أيام فقط، من المداخلة التي وصفها بـ "الجريئة" خلال اجتماع الهيئة العامة للغوطة الشرقية في القسم الثاني من شهر رمضان المنصرم في مدينة "حمورية"، والتي حصل فيها بعض المشاحنات الكلامية مع قائد
جيش الإسلام وقائد القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة "زهران علوش".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـدواع أمنية، أن "زهران علوش" دخل الاجتماع وتحدث عن أن العمل العسكري والنشاط العسكري هو بالدرجة الأولى أهم من كافة المشاكل التي تعصف بالغوطة، وبعده تأتي بقية الأزمات التي يعانيها الأهالي والمؤسسات، إلا أن "أمين بدران" كان أول من اعترض على حديث "علوش" وتحدث أن عملهم ليس فارغا، وأنه مهم جدا بالنسبة للأهالي، وفعلا أيد عدة أشخاص حديث "دبران" ودخلوا بمناقشة "زهران علوش".
وأشار المصدر ذاته إلى توجيه اللوم والتقصير لـ "جيش الإسلام" بشكل أو بآخر، مرجعين ذلك لعدة أسباب منها، "اختطاف المسؤول الإداري في وضح النهار رغم الانتشار الأمني الكبير لجيش الإسلام في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وإزعاج بدران لقائد جيش الإسلام خلال المؤتمر الذي حصل في النصف الثاني من شهر رمضان في مدينة حمورية".
المختطف "أمين بدران" عقب بدوره على حادثة اختطافه على أيدي مجهولين خلال وقفة احتجاج نفذها مع العشرات بالغوطة الشرقية وقال: "إن ما حصل معي هو حرف في كتاب معاناة السوريين، وأتمنى أن ننطلق من حق القوة إلى قوة الحق، ونلتزم جميعنا بالعمل المؤسساتي، والحوار، ونحن نبقى أهل في أخر المطاف".
وأدان المجلس المحلي لمدينة دوما بدوره الاعتداء ووصفه بـ "الغاشم الوحشي" كما حمل المكاتب الأمنية وقيادة الشرطة والقضاء في مدينة دوما مسؤولية، أما مكتب محافظة ريف دمشق في الغوطة الشرقية فقد أدان عملية الاختطاف، ووصفها بـ "الجريمة البشعة" ضد حق الرأي والتعبير، وطالب بمحاسبة الفاعلين منعا لتكرار مثل هذه العمليات.
وحاولت "
عربي21 " التواصل مع قيادة جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، للحصول على تعقيبهم حول الحادثة وما جرى من عملية اختطاف في مدينة "دوما"، إلا أنها لم تنجح في أخذ أي تعقيب منهم.