سياسة عربية

غضب في مصر بسبب تقاعس السلطات عن إنقاذ غرقى النيل

حوادث غرق العبارات بوادي النيل في تزايد مستمر  بمصر- أرشيفية
حوادث غرق العبارات بوادي النيل في تزايد مستمر بمصر- أرشيفية
تصاعدت صرخات وغضبات أهالي الوراق خلال بحثهم عن ذويهم في ظل تقاعس فرق الإنقاذ عن إنقاذ 22 شخصا بينهم نساء وأطفال، غرق منهم 16 شخصا في النيل عقب حادث تصادم .

ومن بين الصرخات الغاضبة للأهالي التي رصدتها كاميرات العديد من القنوات الإخبارية الأجنبية والمحلية ما قاله والد أحد الضحايا "سابوا عيالنا في المياه" وما ردده آخر "احنا ضايعيين احنا في بلد ضايعة احنا ميتين يا جدعان أصلا".

وقد لقي 16 شخصا في الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء الماضي مصرعهم في الوراق بمحافظة الجيزة عقب اصطدام صندل بحري بمركب صيد . 

تجمهر الأهالي وقطع طريق 

وقد ظل الأهالي لنحو 10 ساعات في المياه للبحث عن ذويهم حتى وصلت قوات الإنقاذ، وبعدها تجمهر الأهالي للمطالبة باستخراج جثث ذويهم قائلين "لو أن أحد هؤلاء الأطفال ابن وزير أو مسؤول لكان هناك وضع آخر، أرواحنا ليس لها ثمن" . 

فيديو للجزيرة لصرخات وغضب الأهالي:



وأظهرت العديد من الفيديوهات المتداولة تجمهر الأهالي وقطعهم لطريق كورنيش النيل أمام قسم الوراق اعتراضا منهم على تأخر قوات الإنقاذ في إنقاذ ذويهم، والذي أعقبه اعتداء من قوات الشرطة على الأهالي الغاضبين.

فيديو لتجمهر الأهالي وقطع الطريق: 



الصحة : ارتفاع الضحايا إلى 16 غريق و 4 مصابين

وقد أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة حسام عبد الغفار، ارتفاع أعداد الجثث التي تم انتشالها إلى 16 غريق. 

وطبقا لموقع "أخبار اليوم" المحلي أضاف عبد الغفار أنه تم انتشال أربعة مصابين، نقل مصاب منهم  إلى مستشفى معهد ناصر وثلاثة إلى مستشفى التحرير بإمبابة، بنما تم نقل أربعة جثث لمستشفى معهد ناصر و12 لمستشفى التحرير.

وزير التنمية المحلية يطرد الأهالي

وكان وزير التنمية المحلية قد وصل إلى مكان الحادث للمعاينة، وقد تجمهر الأهالي حوله لتقديم اعتراضاتهم وشكواهم لكن حرس الوزير قاموا بطردهم وإبعادهم عن الوزير، ثم تحرك الوزير مبتعدا عن الأهالي . 

8 غرقى  من أسرة واحدة

ومن بين المآسي التي وقعت في الحادث غرق 11 شخصا من أسرة واحدة حيث صرح أحد أقارب الضحايا أيمن حسن لـ "بوابة الوفد" المحلية أنه تم انتشال مصابتين فقط من الأسرة هما "شيرين" و"حماتها" مضيفا أن عدد المفقودين من هذه العائلة فقط، ثمانية أشخاص، بينهم ثلاث نساء إحداهن "حامل" وخمسة من الأطفال.

وتابع أيمن، الذي لم يتمالك دموعه أثناء ذكر روايته، بأن عددا من الأطفال الضحايا "يتامى" توفى والدهم العام الماضي.

وانتقد أيمن "تباطؤ السلطات في انتشال الضحايا من قاع النهر، متسائلا باستنكار: "ما الذي كان سيصبح عليه الموقف لو كان المركب سياحيا ينقل أجانب؟".

وأوضح بأنه سافر وتنقل بين مدن مصر الساحلية السياحية، ولاحظ فيها تواجد "خفر السواحل" واستعدادهم لأي طارئ، متسائلا: "لماذا لم يتواجد هؤلاء في هذا الحادث".

مواقع التواصل الاجتماعي : "الحيوان لا يستحق هذه المعاملة"
وقد سادت موجة من الغضب والاستنكار في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، حيث علق الكاتب علاء الأسواني " بقوله "الحكومة تتسبب في غرق الناس بإهمالها، وفسادها، ثم تترك جثثهم في النيل ضغطا للنفقات، وإذا اعترض أهلهم قمعتهم الشرطة.

وقال عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي إن " الشرطة بتضرب أهالي ضحايا مركب الوراق علشان عايزين جثث ذويهم يعني السيسي بيموت عائلاتكم، وكمان بتعيطوا يا عديمي المسؤولية".

بينما غرد الحقوقي جمال عيد "فعليا: لو أنت حملت مبارك مسؤولية حرق قطر الصعيد ومرسي أتوبيس أسيوط، وتيجي عند مركب الوراق وتحاول تستثني السيسي فأنت حقير ،، ووسخ في قول آخر". 

وتابع عيد مستنكرا قرار وزارة التضامن بمنح 10 آلاف لأسرة المتوفي فقال  "التضامن: 10 آلاف جنيه لأسرة المتوفي وألفين جنيه لكل مصاب في حادث مركب الوراق! أحمد نظيف نهب 53 مليون جنيه = حياة 5300 مواطن ،،!".

وقالت السياسية جميلة إسماعيل "فيه #رافال في الجو لكن مافيش في البحر أو النهر أبسط وسائل ومعدات إنقاذ الضحايا إحياء مش اموات!".

وعلق الإعلامي زين توفيق "كارثة أخرى في النيل. رحم الله الضحايا. ما أسهل الموت فيك يا #مصر". 

وتساءل الحقوقي هيثم أبو خليل عن سبب سير الصندل "مركب نقل" في غير مواعيده المحددة له فغرد قائلا " لا أفهم موضوع صنادل الجيش التي تمرح في النيل بطوله وعرضه ..وقبلها كان صندل الجيش المحمل بالفوسفات والذي غرق أواخر نيسان/ إبريل الماضي ...! بشهادة أهالي وأقارب الضحايا، صندل الوراق المتسبب في غرق المركب ووفاة أكثر من 20 مواطن ..يتبع الجيش ...! من يرخص لهم من يراجع سلامتهم وجودتهم؟ من يراقبهم؟ بينقلوا إيه غير الفوسفات؟ لماذا تم سحب الصندل بسرعة فائقة صباح اليوم أهالي الضحايا يسألون؟".

وقارن عدد من النشطاء بين تعامل المسؤولين مع هذا الحادث وتعامل المسؤولين الكوريين في حادث مشابه؛ فقال الناشط أحمد صقر "لما العبارة في كوريا الجنوبية غرقت كان أب فقد ابنه طلع أمام شاشات الدنيا ضرب رئيس الوزراء بالقلم ورئيس الوزراء أخد القلم وبص في الأرض مقدرش يرفع عينه في الأب وتقدم باستقالته واعتذر للأب وللشعب، وأحالوا مسؤولي خفر السواحل للمحاكمة، وعملوا كيان جديد للسلامة الوطنية...". 

وأضاف في مقارنة بتعامل المسؤولين المصريين "لما المعدية غرقت امبارح (أمس) في الوراق فقد أب سبعة أفراد من عيلته (عائلته) والصيادين هما اللي حاولو ينقذوا الناجين ويخرجوا الجثث في غياب تام للدولة..".



التعليقات (0)