تشهد أوروبا تناميا للاعتداءات على المسلمين خاصة بعد هجمات شارلي ايبدو - أرشيفية
أعلن مرصد الإسلاموفوبيا في فرنسا، التابع للمجلس الإسلامي الفرنسي، أن الاعتداءات والتهديدات ضد المسلمين في البلاد ازدادت أربعة أضعاف خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
وأفاد رئيس المرصد "عبدالله ذكري"، في تصريحات صحفية الجمعة، أن عدد الاعتداءات والتهديدات ضد المسلمين خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بلغ 274 حالة، في الوقت الذي كان هذا الرقم للفترة نفسها في العام المنصرم 72 حالة اعتداء وتهديد، وذلك استناداً لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية.
ولفت ذكري بحسب ما أوردته وكالة الأناضول، أن تلك الأرقام لا تُعبر عن حجم الاعتداءات والتهديدات الحقيقية التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا، مبيناً أن الكثير من المسلمين لا يخبرون الشرطة ولا يرفعون شكوى ضد الاعتدادات التي ترتكب بحقهم.
وأضاف ذكري أن وتيرة الاعتداءات ضد المسلمين في فرنسا ازدادت بشكل كبير، خصوصاً بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في كانون الثاني/ يناير الماضي، منتقداً بشدة الاتهامات الموجهة ضد المسلمين بخصوص تلك الهجمات.
واتهم ذكري السياسيين الفرنسيين بـ "اللامبالاة" إزاء الاعتداءات ضد المسلمين، وعدم إبداء رد الفعل المناسب حيالها، منتقداً بعض السياسيين بمواصلة "خطاباتهم الإستفزازية".
جدير بالذكر أن حوالي خمسة ملايين مسلم معظمهم من شمال إفريقيا، يعيشون في فرنسا التي تأتي في المرتبة الأولى من بين الدول الأوروبية في عدد المسلمين.
وكانت العاصمة الفرنسية باريس، قد شهدت في 7 يناير/ كانون الثاني الماضي؛ هجوماً استهدف مقر صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة، التي اعتادت نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، أعقبه 3 هجمات أخرى في الأيام الثلاث التالية، أسفرت عن مقتل 17 شخصاً، بينهم 3 من منفذي الهجمات.
وتوالت الاعتداءات التي تستهدف المسلمين في أوروبا بعد حادث شارلي أيبدو، كما ارتفعت وثيرة معاداة الإسلام والمسلمين في القارة الأوروبية، حيث غالبا ما يربط الأوروبيون المسلمين بالإرهاب.
ونشأت حركة "بيغيدا" " أو ما يعرف بـ"حركة الوطنيون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب" أواخر أكتوبر/تشرين الأول في درسدن الألمانية ثم بدأت تتنامى لتنتشر في مدن ألمانية أخرى وفي الخارج، وتحشد الأنصار حول مواضيع مختلفة مثل "الهجرة النوعية" و"الديمقراطية المباشرة".
وتهدف هذه الحركة إلى معاداة كل ما يتعلق بالإسلام في أوروبا، كما تحشد أنصارا للاحتجاج ضد موجة تنامي الإسلام بأوروبا، سواء من خلال ارتفاع أعداد المهاجرين المسلمين، أو من خلال اعتناق الأوربيين أنفسهم الدين الإسلامي.