المجلس الوطني الكردي السوري يتبنى قوة عسكرية في المناطق الكردية

قرر المجلس الوطني الكردي في سوريا، خلال اجتماعه الأخير الذي عُقِدَ الخميس في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، تبني قوات بيشمركة باسم "روج آفايي كُردستان" بشكل رسمي، لحماية المناطق الكردية.

والقوة المشار إليها هي قوة عسكرية مكونة من حوالي خمسة آلاف مقاتل، معظمهم منشقون عن قوات النظام السوري منذ انطلاقة الثورة السورية، وتلقوا تدريبا عسكريا في إقليم كُردستان العراق.

وكشفت مصادر كردية مطلعة لـ"عربي21"، أن قوة "روج آفايي كُردستان" ستكون القوة العسكرية الوحيدة التي تتبع للمجلس الوطني الكردي في سوريا، ويكون الهدف من دخولها إلى المدن الكردية السورية هو حماية تلك المناطق من الهجمات التي تتعرض لها، بعد العودة إلى تطبيق اتفاقية دهوك المبرمة بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. 

وأوضح القيادي فؤاد عليكو، عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا، أحد أكبر الأحزاب الكردية ضمن المجلس الوطني الكردي، أن "قرار تبني المجلس الوطني لقوات بيشمركة (روج آفايي كُردستان) يأتي بعد نقاش طويل حول تشكيل قوة عسكرية موحدة للمجلس، ولا سيما أن مثل هذا القرار قد تعرض لعقبات كثيرة منها انهيار الاتفاقيات المبرمة بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي يه دي)، وكذلك خشية المجلس من الصدام العسكري بين تلك القوات وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي، وهذا ما نتجنبه حتى هذه اللحظة".
 
وأضاف عليكو في حديث لـ"عربي21": "بعد ازدياد المخاوف الشعبية من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، وازدياد رقعة معاركه جغرافيا، مع عدم قدرة وحدات حماية الشعب الدفاع عن المدن الكردية بمفردها، بخاصة بعد مجازر كوباني (عين العرب) الأخيرة".

وقال: "ارتفعت أصوات قوية مجددا، تطالب بإحياء الاتفاقيات المبرمة بين المجلس الوطني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وترك الخلافات السياسية جانبا والعمل كفريق موحد للدفاع عن مناطقنا الكردية، لذلك جاءت استجابة المجلس الوطني الكردي سريعة في تبنيه لتلك القوة الموجودة في إقليم كردستان العراق، واعتبارها نواة لتشكيل القوة العسكرية المطلوبة للدفاع عن المناطق الكردية".

وذكر القيادي الكردي أنه "سوف يتم الحوار مجددا مع حركة المجتمع الديمقراطي (تَف دم) للتنسيق في الأمور العسكرية، بحيث سيكون موقف حركة المجتمع إيجابيا من تلك القوات، وخاصة أن حزب الاتحاد الديمقراطي يتحمل المسؤولية التاريخية كاملة، وكذلك التبعات السياسية لقوات بيشمركة (روج آفايي كُردستان)، في الوقت الذي يتحملون فيه عبئا كبيرا على جبهات عسكرية عدة مع عدو شرس كتنظيم الدولة".
من جهته، رأى الناشط السياسي الكردي في القامشلي، شَمدين نبي، أن تبني المجلس الوطني الكردي لهذه القوة هو "قرار إيجابي"، وأنه يأتي استجابة للهجمات الشرسة التي تتعرض لها المدن الكردية السورية من قبل "الجماعات الإسلامية الراديكالية" حسب تعبيره.

وأشار نبي في حديث لـ"عربي21"، إلى أن "هؤلاء البيشمركة هم من أبنائنا الذين انشقوا عن الجيش السوري في بداية الثورة السورية، ومن حقهم دخول وحماية المناطق الكردية السورية، فهم من فتحوا باب الانشقاقات في الجيش السوري".