قصفت المعارضة مواقع النظام بقذائف الهاون ومدفع جهنم محلي الصنع - الأناضول
ذكر المسؤول الإعلامي في الجبهة الشامية،مصطفى سلطان، من إحدى الفصائل المنضوية في غرفة عمليات فتح حلب، أن قوات المعارضة السورية سيطرت على نقاط "استراتيجية" عدة في حي جمعية الزهراء، غرب مدينة حلب.
وأشار سلطان إلى أن النقاط الاستراتيجية التي سيطرت عليها قوات المعارضة، الخميس، شملت خزانات المياه، مؤكدا وقوع اشتباكات عنيفة بين تلك القوات وعناصر النظام، تمكنت خلالها الأولى من تدمير دبابة وعدد من الآليات العسكرية.
وأوضح سلطان أنَّ قوات المعارضة المنضوية تحت اسم "غرفة عمليات فتح حلب"، قصفت مواقع النظام بقذائف الهاون، ومدفع "جهنم" محلي الصنع.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: "تمكنت فصائل غرفة عمليات أنصار الشريعة من التقدم إلى أطراف حي جمعية الزهراء، حيث مقر فرع المخابرات الجوية، والسيطرة على مبان عدة" في غرب مدينة حلب.
وتابع بأن "معارك عنيفة استمرت طوال الليل بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام مدعوما من حزب الله اللبناني ومسلحين عند أطراف حي جمعية الزهراء، وعلى محوري الخالدية والأشرفية في شمال وشمال غرب حلب، وعند خطوط التماس الفاصلة بين الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، وتلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة".
في غضون ذلك، قتل خطيب مسجد في مدينة التل في ريف دمشق جراء انفجار عبوة تحت المنبر خلال صلاة الجمعة، وفق إعلام النظام السوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن التلفزيون السوري "استشهاد خطيب الجامع الكبير في مدينة التل في ريف دمشق الشيخ سلمان أفندي، جراء انفجار عبوة ناسفة وضعها مجهولون تحت منبر المسجد بعد صلاة الجمعة".
وتشن المجموعات المسلحة منذ الليلة الماضية هجوما على حي جمعية الزهراء الاستراتيجي في حلب، بينما بدأ تجمع آخر هجوما على مركز البحوث العلمية جنوب جمعية الزهراء.
وأفاد المرصد عن تقدم للمقاتلين في المكانين.
في المقابل، تحدث إعلام النظام السوري عن إحباط الهجوم على جمعية الزهراء، حيث فرع المخابرات الجوية، دون أن يأتي على ذكر الهجوم على مركز البحوث العلمية الذي يعد مركزا عسكريا بالغ الأهمية في المنطقة.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، بعد ظهر الجمعة: "تمكن مقاتلو غرفة عمليات فتح حلب التي تضم لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الإسلامي، من اقتحام مبنى البحوث العلمية في غرب حلب والتقدم فيه والسيطرة على أجزاء منه، بعد اشتباكات عنيفة مستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين له".
وأشار إلى مقتل 11 عنصرا من مقاتلي المعارضة، وإصابات لم يحدد عددها في صفوف قوات النظام.
وكان مقاتلو الفصائل سيطروا في 17 حزيران/ يونيو على منطقة الراشدين المتاخمة لمركز البحوث.
ونفذ الطيران الحربي التابع للنظام اليوم أكثر من عشرين غارة على هذه المنطقة.في الوقت ذاته، تجددت المعارك إلى شمال مركز البحوث العلمية بين مقاتلي "غرفة أنصار الشريعة" وقوات النظام عند أطراف حي جمعية الزهراء الذي يتعرض لهجوم عنيف بدأ ليلا.
وكان المرصد أفاد صباحا بسيطرة الفصائل على نقاط عدة في المنطقة.
وقال عبد الرحمن: "شهدت مدينة حلب ليلة نارية جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام وفصائل المعارضة، لم تعرف لها مثيل منذ دخول مقاتلي المعارضة إليها" صيف 2012.
وأسفرت الاشتباكات ليلا بالإضافة إلى الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الفصائل وفق المرصد، عن مقتل 35 مقاتلا معارضا، فيما قتل وجرح العشرات في صفوف قوات النظام دون توافر حصيلة محددة.
وقتل تسعة مدنيين جراء سقوط مئات القذائف على أحياء تحت سيطرة قوات النظام، مصدرها مواقع المعارضة.
وقالت سحر (21 عاما) وهي طالبة تقيم في حي السريان الواقع تحت سيطرة النظام: "منذ ليل أمس لم تهدأ أصوات الانفجارات وجرّات الغاز (...) نسمع الأصوات من كل مكان ولا نستطيع تحديد مكان سقوط القذائف تحديدا".
وأوضح كريم عبيد من "مركز حلب الإعلامي" الذي يضم ناشطين في المدينة أن "أهمية هذا الحي بأنه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة المعارضة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي".
وقال إن السيطرة على الحي من شأنها أن "تؤمن الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية".
وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللإمداد من تركيا إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة.
كما أن السيطرة على الحي تضع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في مرمى نيران المعارضة.
وتسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية من المدينة، فيما تسيطر فصائل المعارضة على الأحياء الشرقية التي تتعرض منذ كانون الأول/ ديسمبر 2013 لقصف منتظم بالبراميل المتفجرة، خصوصا والطيران الحربي، ما أوقع آلاف القتلى، وأثار تنديدا دوليا.
وخلال السنة الأخيرة، وبعد حيازة الكتائب المعارضة أسلحة أكثر تطورا، باتت الأحياء الغربية عرضة لقذائفهم وصواريخهم الصغيرة القريبة من صواريخ "غراد".
وكانت فصائل من المعارضة العسكرية في حلب وريفها، قد أعلنت في وقت سابق تشكيل "غرفة عمليات فتح حلب"، "بهدف توحيد الجهود لتحرير مدينة حلب"، وذلك بحسب بيان صادر عن الفصائل المشاركة في الغرفة.
وتضم الغرفة العسكرية: الجبهة الشامية، وفيلق الشام، وأحرار الشام، وجيش الإسلام، وتجمع "فاستقم كما أمرت"، حيث يأتي تشكيلها بعد التقدم الكبير الذي أحرزته.
مقتل 15 من مقاتلي حزب الله
نقلت مواقع تابعة للمعارضة السورية عن مصادر ميدانية قولها إن "كتائب الثوار، سيطرت صباح الجمعة، على أربعة حواجز لقوات النظام في محيط مدينة الزبداني الحدودية مع لبنان، في ريف دمشق الغربي، بعد ساعات فقط من إطلاق اسم (البركان الثائر) على المعركة هناك".
وأضحت أن الاشتباكات أسفرت عن عشرات القتلى في صفوف قوات النظام ومليشيات "حزب الله" اللبناني، التي تتمركز في هذه الحواجز.
وسيطرت المعارضة السورية على حواجز "الشلاح، وبناء الثلج، وبناء سناك التنور، وحاجز القناطر في محيط مدينة الزبداني في ريف دمشق".
وتسبب الهجوم المباغت على حاجز "الشلاح" شرق مدينة "الزبداني"، بمقتل 15 عنصرا من "حزب الله" اللبناني، واستولى مقاتلو المعارضة خلال المعركة على دبابة وعربة "بي إم بي"، إضافة إلى كميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وذخائرها.
في المقابل، استهدف طيران النظام السوري مدينة الزبداني ومناطق الاشتباكات في محيطها بأكثر من 60 ضربة جوية، وذكر ناشطو المدينة أن طيران النظام المروحي ألقى 44 برميلا متفجرا صباح الجمعة على المدينة، في حين شنت المقاتلات 31 غارة.
وقصفت قوات النظام المتمركزة في الجبل الغربي بالمدفعية والصواريخ.