ملفات وتقارير

تكرار عمليات خطف الفتيات بمناطق النظام بحمص بهدف المال

تعد حالة خطف الشقيتين واحدة ضمن سلسة من حالات الخطف المتكررة
تعد حالة خطف الشقيتين واحدة ضمن سلسة من حالات الخطف المتكررة
تتكرر في الأحياء الموالية للنظام السوي في حمص؛ عمليات خطف الفتيات، على يد مليشيات تابعة للنظام، بهدف الابتزاز المالي.

ففي حي عكرمة في حمص، اختطفت شقيقتان في سن المراهقة، وهما بتول ونور الأسعد، في وضح نهار يوم الاثنين، وفي وسط الحي الذي تتغلغل فيه مليشيات الدفاع الوطني ومليشيات أخرى تابعة للنظام، ويعد الحي أحد الينابيع الرئيسية للتجنيد في هذه المليشيات.

ويقول الناشط الإعلامي بيبرس التلاوي القريب من المنطقة، إن الفتاة بتول الأسعد، تبلغ من العمر 16 عاما، وهي طالبة في المرحلة الإعدادية. أما نور فهي تبلغ 17 عاما، وهي طالبة في المرحلة الثانوية.

وأشار التلاوي، في حديث لـ"عربي21"، إلى أن حالة الاختطاف هذه تعد الثانية التي يشهدها الحي خلال فترة أقل من أسبوع، وكلتا الحالتين كانت فيهما الفتيات المراهقات هم الهدف.

وأضاف التلاوي: "تتمحور عمليات الاختطاف حول ثلاثة أطياف من العوام الموالي للنظام السوري، الصنف الأول من الفتيات المستهدفات هن فتيات الطائفة المسيحية في الأحياء الموالية، وتليها فتيات أبناء الشخصيات المقربة من النظام السوري، والصنف الثالث هن فتيات التجار الموالين الكبار. وفي السواد الأعظم من حالات الاختطاف تكن المراهقات هن الهدف والفريسة"، حسب قوله.

وأوضح التلاوي أن "قيادات مليشيات الدفاع الوطني، وخاصة ما يعرف في الأحياء الموالية بـ"نصرة علي"، هي من تقف وراء عمليات الاختطاف، بسبب امتلاكها سقف سلطة مفتوحا، وفضاء شرعيا من النظام السوري لا حدود له".

ولفت إلى أن "هذه المليشيات تهدف لكسب المال والأوراق السياسية، من خلال طلبها مبالغ مالية هائلة من ذوي المختطفات"، مشيرا إلى وجود دوافع سياسية أخرى للنظام السوري تقوم هذه المليشيات بتحقيقها، كـالضغط على المسؤولين بفتياتهم مقابل الحصول على تنازلات سياسية، وتخفيض أسهم بعض القيادات بين الطيف الموالي في حال توسعها، بينما تعتمد الأسباب الأخرى على جني الأموال لجيوب تلك المليشيات، وهذه العمليات تستهدف تجار الذهب وتجار العقارات التجارية، كما يقول التلاوي.

وأكد التلاوي أنه بعد كل عملية اختطاف يأتي الخاطفون أنفسهم لحل القضية مع ذوي المختطفات، حيث يلجأ الأهالي إليهم، بسبب قوتهم التسليحية في الأحياء الموالية، ليطلبوا منهم البحث عن الفتيات المختطفات، لتأخذ هذه المليشيات دور الوسيط، وتطلب من الأهالي المبلغ التي تريد بحجة إعطائه للخاطفين مقابل الإفراج عن المختطفات.

ويشرح التلاوي أن هذه العملية تتم على مراحل، منها بداية عدم المس بالمختطفات، وعدم نشر مقاطع لهن، وغير ذلك. ثم يطلب عناصر المليشيات المبلغ الذي يشاؤون. وفي الختام تظهر المليشيات الخاطفة، التي لعبت دور الوسيط، بمظهر المنقذ والحامي للطيف الموالي للنظام السوري. إلا أن نسبة كبيرة من الموالين للنظام السوري باتوا على يقين بوقوف مليشياتهم وراء عمليات الاختطاف، ولكن مع الاختطاف ما من حلول سوى السكوت ودفع المعلوم، كما يوضح التلاوي.
التعليقات (0)