سياسة عربية

سباق شيعي لتأسيس فصائل وهمية داخل الحشد طمعا بالتمويل

أصبحت مليشيات الحشد مصدرا للحصول على المال بعد تخصيص ميزانية لها من الحكومة - أرشيفية
أصبحت مليشيات الحشد مصدرا للحصول على المال بعد تخصيص ميزانية لها من الحكومة - أرشيفية
شهدت المحافظات الجنوبية في العراق، بالتزامن مع بداية العطلة الصيفية، انتشار ظاهرة تأسيس الفصائل المسلحة المؤلفة من الطلبة، وتتقاضى تمويلها من مليشيات الحشد الشعبي. وتؤكد مصادر من داخل المليشيا أن أغلب هذه الفصائل المؤلفة حديثا ليست لها قاعدة حقيقية أو قيادات معروفون، وإنما يتم تأسيسها من أشخاص راغبين بالانتفاع المادي.
 
وتنتشر في الشوارع الرئيسية لمدن الجنوب العراقي إعلانات كبيرة عن تأسيس فصائل جديدة داخل مليشيات الحشد، وهي ظاهرة انتقلت بقوة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تعج بالكثير من هذا النوع من الإعلانات الذي يبدأ عادة بعبارة: "تنفيذا لفتوى المرجعية العليا وتلبية لنداء الوطن"، في إشارة إلى فتوى المرجع السيستاني الخاصة بمحاربة تنظيم الدولة.

ويدعو أصحاب الإعلانات فئة الطلبة إلى الالتحاق بمعسكرات الفصائل الجديدة؛ من إجل التدريب على السلاح، وتمهيدا لإرسالهم إلى جبهات القتال في محافظتي الأنبار وصلاح الدين على وجه الخصوص، مع التذكير بأن القتال هناك هو خدمة للمذهب الشيعي وحماية لمقدساته.
 
ويرى العديد من قادة الفصائل القديمة والمسؤولين في مليشيات الحشد أن الحاجة الفعلية اليوم هي لضم مقاتلين جدد في الفصائل الموجودة، ولا داعي لتأسيس فصائل وكتائب جديدة؛ يرون فيها أسلوبا للحصول على الدعم المالي ليس إلا.

ويبين الإعلامي العامل في مؤسسة الحشد الشعبي في بغداد، وسام الكلابي، أنهم تسلموا مؤخرا العديد من طلبات تأسيس فصائل مسلحة، وترفق دائما بصور فوتوغرافية وأشرطة مصورة تظهر المتطوعين وأعدادهم وجانبا من تدريباتهم، وأحيانا يتم تصويرها في مناطق قتالية.
 
ويشير الكلابي في تصريح خاص لــ"عربي21"؛ إلى أن تجميع 30 أو 40 شابا وإلباسهم الزي العسكري في ساحة عامة ليست مهمة صعبة، وبإمكان الكثيرين أن يقوموا بها، خصوصا إذا كانت ذات مردود مادي كبير، وهو ما حصل عليه عدد من مؤسسي الفصائل الجديدة.
 
ويوضح الكلابي أن "الموضوع أصبح مهنة مربحة في بعض المدن، ويتم بأسلوب الاعلانات التجارية، حين يتم الإعلان من قبل شخص مجهول عن تأسيس فصيل، ويوضع رقم الهاتف والمكان للراغبين بالالتحاق، مع ذكر بعض الامتيازات التي يمكن للمتطوع الحصول عليها"، وقال إن فتوى المرجع علي السيستاني "وفكرة الحشد بعيدة جدا عن هذا التوجه"، حسب قوله.
 
من جهته، يرى الشيخ عادل رضا الفرطوسي، وهو متخصص بالتوجيه العقائدي، أن جانبا من الحشد بات يدار من قبل "القطاع الخاص"، وهم برلمانيون وتجار وباحثون عن الشهرة، قاموا بتأسيس فصائلهم الخاصة التي تعود عليهم بفائدة مزدوجة متمثلة بالرصيد الاعلامي والمكاسب المالية.
 
ويؤكد الشيخ الفرطوسي، في حديث لــ"عربي21"، أنه يعرف أشخاصا عملوا بعد الغزو الأمريكي في مجال تأسيس منظمات المجتمع المدني، وتسجيلها بشكل رسمي للحصول على عائداتها المادية، ويقومون اليوم بذات العملية ولكن باختلاف بسيط، حيث يتخذون من تشكيل الفصائل المسلحة وسيلة للحصول على عائدات مالية فاحشة، بحسب تعبيره.

ويشدد الكلابي على "ضرورة معالجة هذه الظاهرة من خلال الرقابة الصارمة التي يقوم بها المسؤولون في مؤسسة الحشد، والتأكد بشكل حقيقي من وجود هذا الفصيل وعناصره وقياداته المتخصصة، فضلا عن الجولات التفتيشية لهم سواء في معسكرات التدريب، أو جبهات القتال لضمان عدم ذهاب الأموال والتجهيزات الى جهات وهمية".
 
ولا توجد إلى الآن إحصائية دقيقة عن عدد فصائل الحشد الشعبي التي تألفت بموجب فتوى السيستاني لقتال عناصر تنظيم الدولة. وكانت تعتمد على التمويل الذاتي في بدايتها، وتحولت لاحقا الى مؤسسة ممولة من الموازنة الحكومية، ويحصل عناصرها على رواتب شهرية ثابته، فضلا عن تجهيزات عسكرية مختلفة من وزارتي الدفاع والداخلية.



التعليقات (2)
أبو بشت
الإثنين، 29-06-2015 01:35 ص
خلهم ينهبون من هذا المال السايب والك الله ياشعب العراق
علاء ابو رحاب
الإثنين، 29-06-2015 12:27 ص
احسن تجارة ... جنود فضائيون لا وجود لهم الا فى سجلات الرواتب