صحافة دولية

لاتريبين: الصحفيون في مرمى نيران الجيش الأمريكي

تقول الصحيفة إن التعليمات الأمريكية تجعل من الصحفيين هدفا محتملا - أرشيفية
تقول الصحيفة إن التعليمات الأمريكية تجعل من الصحفيين هدفا محتملا - أرشيفية
نشرت صحيفة لاتريبين الفرنسية تقريرا على إثر إصدار الولايات المتحدة لكتاب حول قواعد الاشتباك الحرب، ورد فيه أن الصحفيين يمكن أن يكونوا هدفا مشروعا للجيش الأمريكي في حالات معينة، وهو ما أثار مخاوف بشأن تواصل ظاهرة استهداف الصحفيين في مناطق النزاع في العالم.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت "دليل قواعد الحرب"، الذي يعد ثمرة تجربة سنوات من البحث والملاحظة، وجامعا للقواعد التي تؤطر عمل المؤسسات العسكرية. وقد جاء هذا الكتاب المؤلف من 1176 صفحة، متضمنا ثلاث صفحات أثارت حفيظة الصحفيين، لأنها تفتح الباب أمام إمكانية استهدافهم.

وبحسب الصحيفة، ورد في هذا الكتاب أن "الصحفيين بصفة عامة يعدون من المدنيين، ولكن يمكن أيضا أن يكونوا أعضاء في مجموعات مسلحة، أو مرافقين لهذه المجموعات المسلحة، وأن كون الصحفي مدنيا لا يمنع كونه مسلحا أو عضوا في مليشيا في بعض الأحيان".

وقالت الصحيفة إن الكتاب يشير إلى مبادئ الرقابة الإعلامية والتعتيم الإعلامي في أوقات الحروب، ويذكر حالات معينة يتم فيها اعتبار الصحفي عدوا يمكن استهدافه، حيث ينص على أن "مجرد قيام صحفي بنشر معلومات تؤثر بشكل مباشر على سير العمليات العسكرية، يؤدي إلى اعتباره جزء من المواجهة. كما أن جمع المعلومات يعتبر عملا مشابها للتجسس، لهذا يجب على الصحفيين عدم القيام بعملهم دون الحصول على التصاريح من الجهات المسؤولة عن ذلك".

ورأت الصحيفة أن حالة "جنون الارتياب" التي تستهدف الصحفيين ليست جديدة، فقد قامت دول أخرى قبل الولايات المتحدة بالخلط بين مفهوم الصحافة ومفهوم عدو الدولة، حيث كان جهاز الاستخبارات البريطانية المكلف بالتنصت الهاتفي قد أعلن في وقت سابق أن بعض الصحفيين يشكلون خطرا على المملكة المتحدة، تماما مثل قراصنة الإنترنت والإرهابيين.

وأشارت في هذا السياق إلى وثيقة تم نشرها ضمن تسريبات ويكيليكس، ونشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، تنص على أن "كل الصحفيين والمراسلين في كل المجالات الإعلامية يمثلون تهديدا محتملا لأمن بريطانيا".

وقالت الصحيفة إن الحد الفاصل بين الصحافة والإرهاب يكون غامضا في بعض الأحيان، ويتم الخلط بينهما، ونقلت عن الخبير السياسي مايكل رابن، الباحث في مركز الدراسات الأمريكي "إنتربرايز" أن "العنصرين الذين قاما باغتيال القائد الأفغاني، أحمد شاه مسعود، كانا يتقمصان دور صحفيين، كما أن المقاتلين في الشيشان كانوا دائما يتحركون بمرافقة مجموعة من المصورين لتوثيق العمليات التي يقومون بها.

وأضافت في السياق ذاته؛ أن اعتماد التنظيمات المسلحة على الإعلام ليس جديدا، فتنظيم القاعدة أصدر مجلة الإلهام لبث دعايته، أما تنظيم الدولة فهو يعتمد على جهاز إعلامي متكامل يسمى "الحياة ميديا سنتر"، يقوم منذ سنة 2014 بنشر كل المنتوجات السمعية والبصرية للتنظيم، من إصدارات مجلة دابق إلى أشرطة الفيديو، وهو ما يفسر الصعوبات الكبيرة التي تواجهها الجيوش النظامية في التفريق بين الصحفي والمقاتل.
التعليقات (0)