ملفات وتقارير

عمليتا القدس والضفة.. حالتان معزولتان أم عمل منظم؟

عمليتان خلال ثلاثة أيام - عربي21
عمليتان خلال ثلاثة أيام - عربي21
أكد خبيران مختصان في الشأن الإسرائيلي، أن سياسة الاحتلال في التعامل مع الفلسطينيين، وتجاهله للحق الفلسطيني، وعدم فهمه لخريطة الأحداث الجارية بشكل صحيح، سيدفع الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم، ما ينذر بتصاعد العمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه.

القراءة الخاطئة

وفي هذا السياق، أكد الخبير في الشأن الصهيوني نظير مجلي، أنه "لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يمر على ممارسات الاحتلال البشعة تجاه شعبنا الفلسطيني، في مختلف أنحاء البلاد عموما، وبشكل خاص في القدس، دون رد فعل"، موضحا أن الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلة "ليس بحاجة لتنظيم كي يعبر عن غضبه ورفضة لسلوك الاحتلال، لذا نجد أن غالبية الأحداث التي تقع هي عمليات فردية تعبر عن غضب المواطنين الفلسطينيين".

وأضاف لـ"عربي21": "رسالة هذه العمليات للمجتمع وللجيش والحكومة الإسرائيلية مفادها أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وإن لم يفهم الاحتلال ذلك بشكل نظري فليفهمه بشكل عملي".

ويرى مجلي أن رد فعل الاحتلال على تلك العمليات بأن "قتل المزيد من الشباب الفلسطيني من شأنه أن يردع أو يغير من هذا الاتجاه، (..) اعتقاد خاطئ، لأن ذلك سيؤدي لزيادة الغضب الفلسطيني، وبالتالي زيادة ردود الفعل الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال بكل ما يعنيه وبكل ما يرمز إليه".

وذكر الخبير في الشأن الصهيوني أن الاحتلال الذي تقوده حكومة يمينية متطرفة "لا يحسن قراءة التاريخ، ولا قراءة خريطة الأحداث الجارية بشكل صحيح؛ لأنه يحاول أن يفهم منها أنها مجرد تنفيسات غضب هنا وهناك"، مؤكدا أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة، وتجاهله للحق الفلسطيني، وعدم فهمه لما يجري سيؤدي إلى تفاقم وتصعيد آخر من الطرف الفلسطيني على المدى القريب و البعيد"، وأضاف: "القراءة الخاطئة تؤدي لممارسات خاطئة".

ويتوقع مجلي أن تؤدي "تراكمات الممارسات الاحتلالية ضد شعبنا، التي تساهم في خلق أجواء غاضبة، بتطور تلك الأعمال الفردية لأعمال جماعية أكثر قوة في مقاومة الاحتلال، ما سيكون لها بالغ الأثر في تغيير الواقع الذي نعيش".

وشدد على أهمية أن يكون "النضال الفلسطيني مخططا له ومدروسا، مع وجود برنامج سياسي وطني مشترك للفصائل الفلسطينية جميعها، يضع المصلحة الوطنية وما تحتاجه نصب عينيه".

أشكال المقاومة

وتابع: "هذا البرنامج الموحد عليه أن يسعى لتجنيد المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني"، موضحا أن أي برنامج سياسي "دون نشاط وحدوي للفصائل يتم إجهاضه بسهولة من قبل الاحتلال الإسرائيلي".

من جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن إحدى الجبهات المرشحة "بقوة للتطورات الأمنية هي الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين؛ بسبب الوضع السياسي والاقتصادي المتردي والاعتداءات المستمرة للاحتلال"، مؤكدا أن مدينة القدس "دائما تفاجئ الجميع".

ورجح في حديثه لـ"عربي21"، أن تتحول عمليات المقاومة الفردية لـ"ظاهرة يصعب تعقبها والسيطرة عليها من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة، رغم ما تبذله من جهود كبيرة"، موضحا أن الاحتلال "بكل ما يملك لا يمكن له أن يقرأ ما يدور في نفس كل إنسان فلسطيني".

وبناء على ما سبق، يؤكد شلحت أن "أكثر ما يقلق الاحتلال هذا الشكل الجديد من أشكال المقاومة، الذي ينشأ من القاعدة دون قرار من الفصائل"، معبرا عن اعتقاده بأن النضال الفلسطيني ضد العدو الصهيوني "سيشهد مرحلة جديدة في الكفاح الفلسطيني".

وأشار شلحت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يعتمد سياسة إدارة الأزمات مع ما يجري في الضفة والقدس المحتلة، التي من الممكن أن تنفجر في أي لحظة"، مؤكدا أن الأيام القادمة "ستكون حبلى بالمفاجآت غير المتوقعة".

وكان الشاب ياسر ياسين الطروة (18 عاما)، من سكان مدينة الخليل المحتلة، قد قام الأحد بطعن جنديين إسرائيليين بالقرب من باب العامود بمدينة القدس المحتلة. وإصابة أحد الجنديين "بالغة الخطورة"، فيما تضاربت الأنباء حول مصير منفذ العملية.

وفي السياق ذاته، تمكنت مجموعات "مروان القواسمة وعامر أبو عيشة"، التابعة لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) يوم الجمعة الماضي، من قتل مستوطن إسرائيلي وإصابة آخر بجراح طفيفة في عملية إطلاق نار من نقطة صفر، قرب مستوطنة "دولف" غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وتمكن منفذ العملية من الفرار.
التعليقات (0)