سياسة عربية

النظام يشترط على نازحي تدمر وجود كفيل للسماح بدخولهم دمشق

تتعرض تدمر للقصف على الأحياء المدنية
تتعرض تدمر للقصف على الأحياء المدنية
يواصل النظام السوري عبرّ سلاحه الجوي هجماته بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة على مدينة تدمر بريف حمص وسط البلاد، ليتجاوز عدد الغارات الجوية المنفذة، خلال أربعة أيام فقط، ما يزيد عن 60 غارة جوية، أودت هذه الهجمات بحياة العشرات من أبناء المدينة، وإصابة ضعف أعداد الضحايا بجروح متفاوتة.

هذه الحملة تأتي تزامنا مع حالة من العزلة التامة تعيشها المدينة عن العالم الخارجي، إثر إقدام النظام السوري على قطع كافة وسائل الاتصال والكهرباء والخدمات عنها، وتشديد قبضته الأمنية على الطرق المؤدية إليها، إضافة إلى ما تعانيه المدينة أصلا من افتقارها الشديد إلى تواجد الناشطين بداخلها، ما زاد في صعوبة تغطية أحداثها.

وتزامنا مع الحملة الجوية الأعنف على مدينة تدمر بريف حمص، التي كان قد سيطر عليها تنظيم الدولة في شهر أيار/ مايو الماضي.

وبحسب ما أكدته الناشطة الإعلامية سما الحمصية لـ"عربي21"، فقد اضطرت عشرات العائلات للنزوح عنها هربا من البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، والتوجه نحو أبواب العاصمة دمشق، إلا أن قوات النظام السوري منعت عشرات العائلات النازحة من الدخول إليها، حيث تضع الحواجز العسكرية ثلاثة خيارات أمام النازحين، وهي: العودة إلى مدينة تدمر، أو اللجوء إلى مناطق خارج العاصمة، أو توفير كفيل لكل عائلة، يكون من الموثوقين لدى النظام السوري، يتكفل العائلة قبل السماح لها بدخول العاصمة.

وقد أجبر هذا الأمر أربع حافلات كانت تقل عشرات العائلات على اللجوء نحو مناطق بريف دمشق الشرقي أو الشمالي، ومنها من قرر التوجه إلى مدينة النبك على تخوم دمشق، بعد عجزهم عن إيجاد الكفيل في دمشق، مع صعوبة العودة إلى تدمر التي تشهد قصفا عنيفا.

وأكدت سما الحمصية أن ما تناقلته وسائل الإعلام الموالية للنظام عن استهداف القصف لمواقع تنظيم الدولة عار عن الصحة، مشيرة إلى أن القصف الجوي طال الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.

ونقلت الحمصية عن مصادر داخل مدينة تدمر نفيها الكلي للروايات التي تشير إلى قيام تنظيم الدولة بتفخيخ المنطقة الأثرية في مدينة تدمر، وأن المدينة الأثرية سليمة حتى اللحظة، ولا يتواجد أي حراك مشبوه للتنظيم حولها.

وأضافت: "تواجد التنظيم في مدينة تدمر في الوقت الراهن يقتصر على الشرطة الإسلامية التابعة للتنظيم، وهي التي تدير المدينة، كما أن عددا كبيرا من مقاتلي التنظيم انسحبوا منها بعد سيطرتهم عليها خلال الشهر الماضي".
التعليقات (0)

خبر عاجل