خاطب الكاتب
اللبناني الشيعي المستقل محمد
الحسيني حزب الله قائلا، عبر مقال كتبه في موقع "جنوبية" الإخباري اللبناني/ "أعطونا نصف إمكاناتكم المالية والإعلامية والاجتماعية نجمع لكم مليون شيعي معارض لسياسات الحرب والقتل والتخوين والتشهير".
وقال الحسيني في مقاله "إن الإمكانات المادية الهائلة المتوفرة لحزب الله تستطيع أن تصنع جمهورا
تحت مسميات مختلفة ومنها جمهور المقاومة، إلا أنها لم تبن دولة، ولم تستطع تقديم الحلول الملائمة لمشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية، كل همها ثقافة الحرب والقتل وثقافة الاستشهاد ليس في لبنان فحسب ،بل على مساحة الوطن العربي عموما".
وأضاف: "إن الإمكانات الضخمة التي يمتلكها حزب الله تستطيع شراء وطن يرزح تحت نير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، وتستطيع شراء شعب بكاملة يرزح تحت نير البطالة والفقر والتشرد والبحث عن لقمة العيش".
واعتبر الحسيني أن حزب الله وأنصاره "يخافون من أي رأي مغاير لرأيهم، فمنذ يومين، وقفت مجموعة من الأحرار وقفة سلمية رفضا للقتال الذي يشنه الحزب في سوريا باسم الطائفة. إعلام الحزب تهجم على هؤلاء ساخرا من قلة العدد، لكن بين المعترضين وجمهور المقاومة هناك فرق بالإمكانيات المادية التي يشتري بها حزب الله كل شيء".
ولفت إلى أن هذه الوقفة، التي أقامها عدد من الشخصيات المدنية الشيعية في ساحة رياض الصلح في بيروت الأربعاء الماضي، "شهدت جملة تعليقات ومواقف، وسخّرت الماكينة الإعلامية الممانعة والتابعة لحزب الله تحديدا بعض عناصرها وأقلامها كعادتها لكيل السباب والشتائم تحت مسميات وعناوين مختلفة" .
وأشار الكاتب إلى أن "موقع العهد الإخباري ترك شؤون الأمة وشجونها وشؤون الحزب ومصائبه ليتحدث عبر أحد المستكتبين لديه، أصحاب الأقلام المسبقة الدفع ليشن هجوما على هذا التجمع وهذه الشخصيات بطريقة ساخرة مبتذلة تفتقد لأدنى مقومات المهنية الإعلامية والصحفية".
وواصل قائلا: "أخذ الكاتب على هذا التحرك قلة العدد، ساخرا من التجمع المذكور وأهدافه وغاياته على جري عادتهم في التشهير والانتقام والتخوين والتهم الجاهزة، ومقارنا بين العدد الذي لبى دعوة هذه الشخصيات وبين ما أسماه "جمهور المقاومة"، دون التطرق إلى الإمكانات المحدودة جدا التي يملكها هؤلاء والإمكانات الهائلة التي يملكها حزب الله".
ورأى أن هذه "إمكانات محدودة جدا، لكنها رؤية سياسية واسعة وحالة اعتراض سياسية سلمية على سياسات حزب الله التدميرية بحق الوطن والطائفة، إمكانات محدودة جدا، استطاعت أن تقول كلمتها في زمن الترهيب الذي يعتمده حزب الله ضد معارضيه ومخالفيه في الرأي، وفي زمن التخوين الذي يلجأ إليه عندما يستشعر علو الصوت ويسمع صدى الاعتراض".
واعتبرها الحسيني أنها "إمكانات محدودة جدا، قالت كلمتها بكل جرأة وسلمية، وسجلت اعتراضها على سياسة تكاد تخنق البلاد والعباد، وتكاد تقضي على ما تبقى من آثار الطائفة الشيعية ومقدراتها ومكوناتها الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية".
واستطرد الكاتب موضحا: "إن هذه الإمكانات لو قدرت لهذه الشخصيات الشيعية التي قادت هذا التحرك الجريء لاستطاعت أن تجمع مليون شيعي ومليون اعتراض على حزب الله وسياساته وممارساته وأفعاله، ولاستطاعت أيضا أن تخرج المجتمع الشيعي من أتون هذه الحروب القاتلة، ولاستطاعت أن تخرج الشباب الشيعي من دوامة القتل تحت مسمى الاستشهاد، لا سيما أن الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب إنما تنتسب لحزب الله لقاء بدلات مادية لا يمكنها الحصول عليها من خلال فرص عمل أخرى، في وطن يشكو أبناؤه وشبابه البطالة وقلة فرص العمل".