سياسة عربية

تنظيم الدولة ينسحب من مخيم اليرموك جزئيا باتفاق تهدئة

تعرض المخيم للقصف بمختلف الأسلحة والبراميل المتفجرة
تعرض المخيم للقصف بمختلف الأسلحة والبراميل المتفجرة
ذكر مصدر عسكري ميداني من داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، لـ"عربي21"، أن تنظيم الدولة انسحب بشكل جزئي من المخيم، إلى منطقة الحجر الأسود، المعقل الأساسي للتنظيم جنوب دمشق، وفقا لمبادرة تهدئة بين جبهة النصرة من جهة وفصائل الثوار العاملة في دمشق وريفها من جهة أخرى، بهدف حقن دماء المقاتلين ووقف استنزاف طاقاتهم، وتحديد هدف الفصائل المقاتلة في المخيم ضد قوات نظام بشار الأسد.

ونفى المصدر العسكري في تصريحه لـ"عربي21" انسحاب تنظيم الدولة كليا من أراضي المخيم، مشيرا إلى وجود مقاتلين في بعض المقرات التابعة للتنظيم، فضلا عن وجود موالين له موزعين بين الأهالي ممن وصفهم المصدر بـ"الخلايا النائمة".

وتضمن اتفاق التهدئة وقف إطلاق النار بشكل نهائي بين جبهة النصرة من جهة، وأبابيل حوران ولواء شام الرسول وبقايا أكناف بيت المقدس من جهة أخرى، بالإضافة إلى انسحاب تنظيم الدولة من المخيم إلى الحجر الأسود، مع دخول حركة أحرار الشام الإسلامية كقوات فصل بين الطرفين، واستلامها نقاط التماس بينهم منعا لحدوث أي خلافات أو اشتباكات مسلحة.

وأضاف القيادي العسكري: "إن ما تم التوصل إليه من محاولة إعادة الهدوء إلى مخيم اليرموك من شأنه المحافظة على ما تبقى من المخيم خشية سقوطه بيد النظام السوري، وخاصة بعدما تمكن الأخير من التقدم داخل المخيم وفرض سيطرته على محور قطاع الشهداء كاملا، وصولا إلى أطراف ساحة الريجة من جهة شارع اليرموك شمالا".

وجاءت المبادرة بعد شهرين من اقتحام تنظيم الدولة، بالتحالف مع جبهة النصرة، مخيم اليرموك، وبلوغه هدفه المتمثل بالقضاء على أكناف بيت المقدس التي يعتقد أنها مقربة من حركة حماس، حيث تم طرد عناصرها إلى خارج المخيم، في بلدات بيت سحم وببيلا ويلدا،  ليعلن تنظيم الدولة مع جبهة النصرة السيطرة الكاملة على مخيم اليرموك، في معادلة لا نظير لها على امتداد الرقعة السورية، من حيث التنسيق والدعم بين النصرة وتنظيم الدولة المتناحرين في الشمال والجنوب وعلى سائر الجبهات، عدا منطقة مخيم اليرموك التي شهدت توافق بينهما ضد كتائب أكناف بيت المقدس.

وكان مخيم اليرموك قد شهد نزوح مئات العائلات منه في منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي، باتجاه المناطق المهادنة مع النظام جنوب العاصمة، بسبب اشتداد وتيرة المعارك بين قوات النظام وتنظيم الدولة، الذي كان يسيطر حينها على قرابة 80 في المئة من أرض المخيم. وقدر عدد العائلات النازحة بحوالي 2000 عائلة.
التعليقات (0)