في إطار سعي النظام السوري للترويج لنفسه، افتتح وزير الأوقاف في النظام محمد عبد الستار مسجدا "متعدد المذاهب" في مدينة طرطوس الساحلية، ذات الغالبية العلوية، فيما أطلق على
المسجد المستوحى شكله من الحسينيات الشيعية؛ اسم "السيدة مريم العذراء"، في إشارة إلى المسيحية.
ووصفت وزارة الأوقاف المسجد بأنه "متعدد الأطياف والمذاهب"، وقالت إنه بني بتمويل من إحدى العائلات.
وقد حضر افتتاح المسجد اثنان من رجال الدين المسيحي، إضافة إلى مسؤولين في النظام السوري وحزب البعث وعائلات قتلى قوات النظام، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
وتعمد وزير أوقاف النظام السوري جعل خطبة الافتتاح لمسجد مريم العذراء باللغة الإنكليزية، في رسالة واضحة إلى العالم الغربي.
ولم يحدد السيد هل سيكون الأذان السُني هو المعتمد أم الأذان الشيعي، على اعتبار انه أغفل التواجد الشيعي في البلاد، معتمدا على إبراز أن المشهد في الافتتاح هو سوري بحت، لكن لم يفت النظام السوري أن يجعل شكل المسجد من الخارج شبيها بالحسينيات الشيعية.
وقال السيد: " أعداؤنا من التكفيريين يهدمون المساجد والكنائس ويخربون الحضارة، بينما نحن نبنيها" بحسب وصفه.
ونشرت وزارة الأوقاف مجموعة من الصور للمسجد التقطت من الخارج، تظهر قبة مذهبة للمسجد، وكتب على مدخله جامع السيدة مريم.
وفيما يتباهى النظام بهذا المسجد، فإنه كان قد دمر مساجد تاريخية في
سوريا، منها مسجد خالد بن الوليد في حمص، مرقد الصحابي سيف الله المسلول منذ أكثر من 1300 عام. فقد تعرض المسجد للقصف والتدمير بشكل شبه كلي، حيث بات يستقبل صواريخ النظام بدلا من المصلين.
وطالت صواريخ النظام السوري مسجد بني أمية الكبير في حلب، وفقد هدمت مئذنته التي بناها نور الدين زنكي بالكامل، لتدمر بذلك معالم حضارة تعود لمئات السنين. كما أن المسجد العمري في محافظة درعا، جنوب سوريا، وبناه الصحابي عمر بن الخطاب، أصبح هو ومن حوله من الأبنية المدمرة سواء، في حين لم يبق من مسجد بلال إلا قبته التي بقيت شاهدة على سابق وجوده.
كما أن النظام السوري استهدف أكثر من عشرين كنيسة موزّعة على خمس محافظات سورية، وقام عناصر النظام باستخدام كاتدرائية وكنيسة كثكنة عسكرية لاستهداف وقصف المناطق المدنية في ريف دمشق.