سياسة عربية

هدوء حذر في جبهة الموصل بين تنظيم الدولة والبيشمركة

أصدرت قيادة البيشمركة أمرا لقادة الوحدات بتجنب الاشتباك المباشر مع تنظيم الدولة - ا ف ب
أصدرت قيادة البيشمركة أمرا لقادة الوحدات بتجنب الاشتباك المباشر مع تنظيم الدولة - ا ف ب
مضى عام كامل على سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، دون أن تهدأ وتيرة المعارك بين التنظيم وقوات البيشمركة الكردية على امتداد الرقعة الجغرافية بين مدينة الموصل وإقليم كردستان.
 
ومنذ شهر تقريبا، تراجعت حدة المعارك بينهما بشكل ملحوظ في شمال الموصل وشرقها، فيما اقتصرت على مناوشات في جبهات الكوير شرقا إلى أطراف قضاء سنجار غربا، وأفاد الناشط الإعلامي عماد المصلاوي في حديث خاص مع صحيفة "عربي 21"، وأضاف "هناك جبهات تماس بين الطرفين أحيانا لأقل من كيلومتر واحد لكن لم يحصل في الفترة الأخيرة أية محاولات لتقدم طرف على حساب الآخر".

ويعزو الناشط سبب هذا الهدوء إلى رغبة الطرف الكردي في انتظار ما ستؤول إليه الاستعدادات الجارية لمعركة الموصل الكبرى، وقد أوقفت قوات البيشمركة قصفها للأحياء السكنية في مدينة الموصل بعد إقدام التنظيم على إعدام أحد الأسرى لديه من قوات البيشمركة، وتهديده بإعدام المزيد ما لم يتم وقف القصف.
 
وردا على سؤال لـ "عربي 21"، حول حجم قوة التنظيم المتواجدة في الموصل، أجاب الناشط الإعلامي عماد المصلاوي، "هي قوة كبيرة جدا، وفق المعطيات الموجودة، ولا توجد أية قوة عراقية مهما بلغت قادرة على هزيمة التنظيم في الموصل، وقد استعرض التنظيم، قبل أيام فقط، بقوة هائلة في مدينة الموصل في رسالة واضحة منه لأطراف عديدة وعلى رأسها الأكراد".

وأضاف المصلاوي: "لا أستبعد أن يشن التنظيم هجوما على أربيل مشابه لهجوم الرمادي، وإن حصل ذلك فلن يكون وضع البيشمركة أفضل حالا من وضع القوات الحكومية التي هزمت في الرمادي"، على حد وصفه. 

من جهته، قال مصدر مقرب من البيشمركة، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث خاص لصحيفة "عربي 21" إن قيادة البيشمركة أصدرت أمرا لقادة الوحدات بتجنب الاشتباك المباشر والقريب مع التنظيم، والاكتفاء بالقصف، وصد هجمات التنظيم، حيث ينتظر الأكراد تشكيل حلف عربي دولي يكون الأكراد جزء فاعل فيه، إذ أن المعارك على مدى عام استنزفت الكثير من مقاتلي ومعدات البيشمركة.

كما استنزفت اقتصاد الإقليم إضافة إلى الضغط الذي تمارسه الحكومة المركزية على تصير نفط الإقليم وتأخير صرف رواتب الموظفين وغيرها ليس بعيدا عن الموصل، وأهميتها بالنسبة لإقليم كردستان، تبقى كركوك النفطية قدس الأقداس وقلب كردستان على الدوام، على حد وصفه.
 
وحول نظرة قوات البيشمركة إلى موضوع سيطرة تنظيم الدولة على العديد من القرى والمدن القريبة من كركوك، يقول المصدر المقرب من البيشمركة في ختام حديثه مع "عربي 21"، "الأكراد ينظرون إلى وضع كركوك بقلق كبير، خصوصا بعد وروود معلومات استخباراتية لهم تؤكد أن التنظيم استقدم قوة كبيرة إلى محيط كركوك توازي قواته الموجودة في الموصل، ولذلك طلب الإقليم من التحالف تكثيف غاراته حول كركوك خوفا من هجوم قد يشنه التنظيم في أية لحظة للاستيلاء على المدينة".
التعليقات (0)