مقالات مختارة

بشار: هل اقتربت النهاية؟

علي حمادة
1300x600
1300x600
كتب علي حماده: في "المنتدى الاقتصادي العالمي" الذي يعقد هذين اليومين اجتماعه الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا على ضفاف البحر الميت، حاول المنظمون والسلطات الأردنية إبقاء أنظار المدعوين على العنوان الرسمي للاجتماع "خلق اطار إقليمي للازدهار والسلام من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص". 

لكن اهتمامات معظم المشاركين هنا اتجهت صوب العراق وسوريا، لا سيما ظاهرة "داعش" المتفشية في أقل من عام. كل الأسئلة هنا تدور حول كيفية مواجهة "داعش" والتطرف أكثر من الأسئلة المتعلقة بالمناخات الملائمة للاستثمار. 

فهذه ليست مرحلة اقتصاد، ولا تعاون اقتصادي إقليمي، بمقدار ما هي مرحلة محاولة استقراء واستشراف المرحلة المقبلة: هل يبقى العراق أو سوريا بلدين موحدين من الداخل؟ هل انهارت الحدود الموروثة عن "سايكس - بيكو" ومؤتمرات ما بعد الحرب العالمية الأولى؟ إنها أسئلة وجودية تتجاوز مسألة الازدهار والرخاء الاقتصاديين. 

فالشرق الأوسط ما عاد كما كان عندما انطلقت مؤتمراته الإقليمية قبل عقدين. يومها كان الأمل في اقتراب "سلام" عربي - إسرائيلي مدفوعا بزخم مؤتمر مدريد، واتفاقات أوسلو. اليوم أنهار من دماء عربية - عربية وإسلامية - إسلامية. 

أما الصراع العربي - الإسرائيلي حتى في جانبه الأكثر ضجيجا بـ"بروباغاندا" "حزب الله" في لبنان، ففي مرتبة دنيا من الاهتمامات. لا خوف في المدى المنظور من حرب عربية - إسرائيلية. الخوف كل الخوف من تداعيات انفجار العراق، سوريا وليبيا. الخوف من تداعيات الحرب في اليمن.

في أروقة منتدى البحر الميت أسئلة عن "داعش" الذي تمدد ليعود إلى مدن عراقية كان أخرج منها سابقا، وفي الوقت عينه يكتسح بطريقة مريبة ما يعادل نصف مساحة سوريا مع استيلائه على تدمر ومحيطها وكل المنطقة الحدودية مع العراق جنوبي دير الزور. 

بالنسبة إلى العراق تبدو المسألة طويلة وبحر من الدماء. لكن الجديد هو الحديث عن سوريا؛ حيث يلاحظ المراقب أن معادلة الحفاظ على نظام بشار الأسد يمنع سقوط البلاد بيد التطرف، كما يساعد على القضاء على التطرف المتمثل أساسا بتنظيم "داعش". 

المعادلة المطروحة اليوم تنطلق من الإجابة عن السؤال الآتي: ما مدى إسهام التخلص من بشار في جهود تقويض "داعش" والقضاء عليه؟ بمعنى آخر، ثمة وجهة نظر تطفو على السطح هنا على ضفاف البحر الميت، مفادها أن التخلص من بشار واستيعاب الفصائل الإسلامية الأساسية المقاتلة، بما فيها "جبهة النصرة" وتأطيرها، وحده ينهي الأزمة السورية، ويسهل عملية القضاء على "داعش". 

أما مشاريع تقسيم سوريا بعد انتقال بشار الأسد وبطانته إلى الساحل السوري ليتحصن في دولة علوية متحالفة مع دويلة "حزب الله" في لبنان، فنظرية أكثر مما هي واقعية. فإنهاء الأزمة من حيث وصلت لا يقبل أقل من التخلص من بشار نهائيا، والتعامل مع القوى الفاعلة على الأرض، أي الفصائل الإسلامية السنية المقاتلة. 

للمرة الأولى لا أسمع في المنتدى كلمة واحدة عن حل مع بشار. فهل اقتربت النهاية؟

(عن صحيفة النهار اللبنانية 23 أيار/ مايو 2015)
التعليقات (1)
سيدسلطان
السبت، 23-05-2015 06:37 ص
(الله غالب علي امره)...ولتعلم انه لا يجري في ملك الله الا ما يريد، فمهما اجتمعت قوي الارض لا تستطيع تغير او تاخير ما قدر الله... حاولوا بكل ما أوتوا من قوة الحفاظ علي بشار ونظامه لمصلحتهم وخوفهم من وصول الاسلاميين للسلطة ولكن رغم انوفهم يحاولون التواصل معهم فهم الان يبحثون من من الفصائل الاسلامية اقل تشددا يمكنهم فتح الحوار معه؟