طالب مؤتمر
الرياض "من أجل إنقاذ
اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، اليوم الثلاثاء، بـ"إسقاط الانقلاب في اليمن"، في إشارة لسيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد، ومحاسبة الضالعين فيه، وإخراج المليشيات من كافة المدن، وعودة المؤسسات الشرعية لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية.
ودعا إعلان الرياض الصادر في ختام المؤتمر إلى استكمال العملية الانتقالية في اليمن واستكمال جهود بناء الدولة، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة.
وأوصى بالشروع في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، واستكمال ما تبقى من بناء الدولة اليمنية.
وأكد الإعلان دعم المقاومة اليمنية الشرعية والشعبية، داعيا إلى "الشروع في بناء قوات أمنية من جميع المحافظات اليمنية لحفظ الأمن والاستقرار".
وطالب إعلان الرياض مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراره 2216، وسرعة إيجاد منطقة أمنية داخل الأراضي اليمنية تكون مقرا لاستئناف نشاط مؤسسات الدولة.
وفي 14 نيسان/ أبريل الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2216 الذي يقضي بالانسحاب الفوري لقوات الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي صالح من المناطق التي استولوا عليها، وبتسليم أسلحتهم والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، والدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي.
ودعا المؤتمر في ختام أعماله الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى "تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المدن اليمنية الرئيسة والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كافة المدن وتسليم الأسلحة والمؤسسات".
واختتمت الثلاثاء أعمال مؤتمر الرياض الذي بدأ أعماله يوم الأحد الماضي، بحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائب الرئيس رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، وعدد من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.
ويعد مؤتمر الرياض الذي احتضن الفرقاء اليمنيين، باستثناء "الحوثي"، الأول من نوعه عقب اندلاع الحرب في اليمن إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومفاصل الدولة بدءا من أيلول/ سبتمبر الماضي، وتعوّل عليه أطراف يمنية ودولية، خاصة
السعودية التي ربما تريد أن تكون مخرجاته الورقة الأساسية لمؤتمر جنيف، بحسب خبراء وسياسيين يمنيين.
ويسود جدل في الشارع اليمني حول اللون الواحد المشارك في المؤتمر والمؤيد في الغالب للرئيس عبدربه منصور هادي، باسثناء الحضور الجنوبي الفاعل، والذي غاب عن مؤتمر الحوار الوطني (في آذار/ مارس 2013 وكانون الثاني/ يناير 2014).
ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة جماعة الحوثي على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا على الفرار لعدن، جنوب البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة، المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن وينجحوا في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي.
ويوم 21 نيسان/ أبريل الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 آذار/ مارس الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شقًا سياسيًا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.