استطاعت الفصائل المقاتلة في شمال
سوريا، منذ منتصف الشّهر الماضي، تحقيق انتصارات نوعية على قوات النظام السوري، المدعومة بميلشيات طائفية شيعية متعددة الجنسيات، وخاصة بعد نجاحها في طرد تلك القوات من مدينتي إدلب وجسر الشغور، وفك عقدة معسكر القرميد والسيطرة عليه. والآن، تطرح تساؤلات عن من مصير الجيوب المتبقية لقوات النظام في ريف إدلب، ولعل من أهمها بلدتا "الفوعة" وكفريا" ذات الغالبية الشيعية، والخزان البشري الموالي لنظام بشار الأسد.
نشطاء ومعارضون انتقدوا الإبقاء على بلدتي "الفوعة" و"
كفريا" خارج مرمى نيران الفصائل المقاتلة، معللين في كثير من الأحيان ذلك بالمحظورات الدولية، الأمر الذي يرفضه الناطق باسم
جيش الفتح "أبو يوسف المهاجر"، حيث يؤكد على أنّ السيطرة على تلك البلدتين هي أولوية لجيش الفتح المكون من ائتلاف فصائل متعددة بريف إدلب.
ويُشير أبو يوسف، خلال حديث مع "عربي21"، إلى أنّ ما أبقى على تلك البلدتين خارج دائرة النار حتّى الآن، هو الضغط الكبير الذي تتعرض له المواقع التي سيطر عليها جيش الفتح مؤخرا، ومن أبرزها مدينة جسر الشغور وإدلب ومعسكر القرميد، مفصحا عن أن بلدتي الفوعة وكفرايا هما أولوية لدى الثّوار، من أجل منع النظام من التفكير من جعلهما نقطة عسكرية وجلب الدعم منهما.
في الوقت ذاته، تشير مصادر خاصة من داخل بلدة الفوعة إلى أنّ المحاصرين في بلدتي الفوعة وكفريا، يعيشون ظروفا صعبة، من شح في المواد الغذائية وغير ذلك.
لكن المصادر تنفي لـ"عربي21" أن يكون في تلك البلدتين مدنيون، إذ أن كل من يتجاوز عمره 10 أعوام يحمل السلاح، فضلا عن كون عدد كبير من النساء البلدتين خضعن لتدريب عسكري على كيفية استخدام القناصات، على أيدي حزب الله والحرس الثّوري الإيراني المتواجدين داخلهما بأعداد كبيرة.
ويقول خبير في الشؤون العسكرية، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"عربي21" إنّ اقتحام البلدتين المواليتين للأسد، لن يكون كباقي المناطق في الريف الإدلبي، لأن اقتحامهما سيفتح جبهة حرب مع جميع من يقطن فيها، كون الحرب في تلك البلدتين ستكون حربا عقائدية بامتياز، وخاصة أن أعدادا كبيرة من عناصر حزب الله تتمركز داخل البلدتين، وتساند قوات النظام فيهما.
ولم تخفّ مصادر في المعارضة تلقيها طلبات من أطراف إقليمية ودولية من أجل الحفاظ على الطوائف الموجودة في البلد، لكنها في الوقت ذاته تُشير إلى أنّه لا ضامن لذلك، وخاصة فيمن "نصب العداء للثّورة السورية وأهليها"، وبالأخص من أهالي تلك البلدتين.
ويُعد طرد "فلول" النظام من "أريحا" و"المسطومة" أولوية بالنسبة للفصائل المقاتلة، كونهما يشكلان تهديدا حقيقيا على المكاسب التي حققتها الفصائل مؤخرا في جسر الشغور وإدلب المدينة، بالتزامن مع تضيقق الحصار على البلدتين المواليتين للأسد وجعلهما هدفا لقناصي الثوار الذين يفرضون حصارا علىتلك البلدتين من كافة الأطراف.