قالت مجلة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إيران غالبا ما تتصرف كوصي على
الطائفة الشيعية في بلدان مثل البحرين واليمن، وكتبت المجلة في مقال تحليلي، إن دولة إيران " أنشأت "شبكة من الميليشيات الشيعية تمت صياغتها بعناية".
وأوضحت، أن شبكة الميليشات هذه، تضم كل من حزب الله في لبنان، والحوثيين في
اليمن و"فيلق بدر" في العراق، وجماعات أخرى، "علاوة على ذلك، تسيطر إيران على المؤسسة الدينية الشيعية والشبكات المالية في جميع أنحاء
الشرق الأوسط".
وقالت المجلة، "بعد الحرب الدامية الطويلة بين إيران والعراق في ثمانينات القرن الماضي، أدركت الجمهورية الإسلامية، أن العقيدة العسكرية التقليدية لم تعد تكفي" لتحقيق المهمة التي وضعتها لنفسها.
لذلك، تقول المجلة، بالموازاة مع عقيدة طهران لـ"تصدير الثورة" إلى الدول الإسلامية المجاورة، "وضع آية الله علي خامنئي و«فيلق الحرس الثوري الإسلامي» تكتيكات حرب غير متوازنة تهدف إلى بناء نفوذ إيراني من خلال إقامة تحالفات طائفية وسياسية".
وذهبت المجلة في تحليلها إلى أن إيران تحدت النظام الدولي، الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية، وواصلت "توسيع نطاق نفوذها، وتستخدم طهران مجموعة متنوعة من الأعمال الإرهابية، والانتشار النووي، ووكلاء عسكريين، وتعتمد أحياناً على دبلوماسية من الطراز القديم لمواصلة هيمنتها".
وأوضحت المجلة أن "طموحات
الهيمنة الإيرانية" تعود إلى "عهد الأسرة الصفوية من القرن السادس عشر". إذ سعى الصفويون "إلى النأي بأنفسهم عن الإمبراطورية العثمانية السنية القوية، وأعادوا ترتيب إيران لكي تصبح قوة شيعية بارزة"، لتبسط إيران "سيطرتها على أفغانستان والخليج الفارسي والعراق وجنوب القوقاز".
ومضت المجلة قائلة، إن إيران أوقفت سياستها التوسعية في القرن الثامن عشر، إذ تقلصت قوتها بعد الحروب التي خاضتها ضد العثمانيين والروس.
وقالت إن الشاه استغل الدعم الأمريكي، خلال الحرب الباردة، لكي يعزز القوة الإيرانية، فقام "بتقديم الدعم المالي والعسكري للمجتمعات والوكلاء الشيعيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وفي أوائل السبعينات"، هكذا دعمت "أكراد العراق لإقامة نفوذ لها في العراق في عهد صدام حسين".
وفي سنة 1975، تقول المجلة، أصدر رجل الدين الإيراني، موسى الصدر، فتوى اعتبر فيها أن العلويين في سوريا، شيعة، وهو ما نتج عنه "جلب العلويين السوريين إلى أحضان إيران".
وقالت المجلة إن إيران لا تتحالف مع الشيعة فقط، بل إنها كونت "صداقات مع جهات سنية تقاتل في منطقة الشرق الأوسط لتعزيز مكانتها الإقليمية". وأشارت المجلة إلى أن إيران أقامت "علاقات قوية مع «حماس» و «الجهاد الإسلامي» في غزة. حتى أن الجمهورية الإسلامية حققت بعض النجاحات داخل السودان - الدولة السنّية التي استخدمتها لنقل الأسلحة إلى غزة-".
وزاد مقال المجلة أن إيران، أحيانا، "لا تهتم بالمسلمين، أو حتى بالشيعة؛ ففي جنوب القوقاز، تحالفت إيران مع أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان ذات الغالبية الشيعية، التي تؤيد الولايات المتحد". وخلصت إلى أن الطموحات الإمبراطورية هي من تحرك إيران، وسياستها الخارجية، وليس الدين.