في الوقت الذي عبر فيه المستوطنون في محيط قطاع غزة عن مخاوفهم من تدريبات حركة
حماس العسكرية في محيط مستوطناتهم، زعم جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "
الشاباك" أن الحركة تستغل
ماليزيا في تجنيد منتسبين جدد لذراعها العسكرية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء، عن مصدر في "الشاباك" قوله إن حركة حماس تمكنت حتى الآن من تجنيد 40 طالبا فلسطينيا، من الضفة الغربية من الذين يتلقون تعليمهم في ماليزيا في ذراعها العسكرية.
وزعم المصدر أن نشطاء "حماس" في ماليزيا يقومون بإعداد الطلاب المنضمين لها أيديولوجيا، عبر ضمهم أولًا لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد ذلك تنسيبهم للعمل في إحدى الجمعيات الخيرية التابعة للحركة العاملة في ماليزيا.
وأضاف المصدر أن الشباب الذين يتم تجنيدهم يكونون مطالبين بتشكيل خلايا عسكرية بعد عوتهم من ماليزيا إلى الضفة الغربية.
وادعى الشاباك أن أحد قيادات "حماس"، ويدعى مصطفى نجم ويقطن في الأردن، يلعب دورا مهما في تجنيد الطلاب لصالح الحركة.
وادعى الشاباك أن معاذ الخطيب هو الذي يدير شؤون حركة حماس في ماليزيا.
وعزا المصدر أنشطة الحركة في الخارج إلى الدور الذي يقوم به صالح العاروري عضو المكتب السياسي للحركة، المقيم في إسطنبول، بصفته المسؤول عن الضفة الغربية في الحركة.
ويذكر أن إسرائيل سبق أن اتهمت ماليزيا خلال الحرب على غزة بالسماح لنشطاء حركة حماس بالتدرب على عمليات إنزال بالمظلات.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن أحد نشطاء "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة، الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الحرب الأخيرة على غزة، قد اعترف بتلقي تدريبات عسكرية أثناء دراسته في ماليزيا.
وقد نفت وزارة الداخلية الماليزية الاتهامات الإسرائيلية واعتبرتها عارية عن الصحة.
وفي سياق متصل، عبر عدد كبير من المستوطنين الصهاينة الذين يقطنون في محيط قطاع غزة عن مشاعر الفزع بسبب المناورات التي تجريها "كتائب عز الدين القسام" في معسكرات تقع على بعد مئات الأمتار فقط من منازلهم.
وعرضت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية تقريرا من قلب مستوطنة "نتيف هعسراه" التي تعتبر أقرب المستوطنات من حدود القطاع، حيث عبر المستوطنون في المكان عن مشاعر الرعب من تواصل التدريبات.
ومن شرفة أحد المنازل في المستوطنة ظهر معسكر لـ"
كتائب القسام"، حيث كان العشرات من عناصر "الكتائب" يجرون تدريبات، تترافق مع إطلاق نار كثيف وأصوات تفجيرات يتردد صداها في جميع أرجاء المنطقة.
وقالت راحيل، وهي إحدى المستوطنات في المكان، إنها غير قادرة على النوم بسبب هذه التدريبات، مشيرة إلى أن الرسالة التي تبعثها "حماس" من خلال هذه التدريبات مفادها: "نحن هنا بالقرب منكم وبإمكاننا الوصول إليكم في كل لحظة".
وأشارت القناة إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش جادي إيزنكوف، قد وصل خصيصا لمعاينة المكان ومحاولة طمأنة المستوطنين.