قطعت الحكومة المصرية الشك باليقين في قضية فقدان الاتصال بالقمر الصناعي "إيجبت سات 2"، بعد تضارب التقارير حول مصير القمر الذي أطلق للفضاء قبل عام واحد، والتي تأتي بعد أقل من خمس سنوات على فقدان القمر "إيجبت سات 1" أواخر العام 2010.
وأعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، أن "القمر الصناعي المصري (إيجبت سات 2) تحت السيطرة المصرية الكاملة، ويدور في مجاله ويعمل بكفاءته المعهودة دون أي ترد في طريقة عمله، أو فقدان الاتصال به، ولا حقيقة لأي تلفيات أو مشاكل به".
وتابع المركز في تقرير تداولته وسائل الإعلام، أنه "يتواصل مع الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، التابعة لوزارة البحث العلمي، في إطار ما أثير حول فقدان مصر الاتصال بالقمر الصناعي المصري (إيجبت سات 2)".
وأضاف المركز، أن هيئة الاستشعار عن بعد، أكدت أن هذه الأخبار عارية تماما عن الصحة، موضحا أن "(إيجبت سات 2)، ساعد الحكومة في عدد من المشاريع التنموية العملاقة، مثل مشروع قناة السويس، ومراقبة السواحل البحرية، كما تمت الاستعانة به أثناء الهجمات المصرية على الأراضي الليبية لمقاتلة أعضاء (تنظيم الدولة) حيث ساعد القمر القوات الجوية المصرية في تحديد أماكنهم بدقة شديدة".
وأكد المركز، أن "القمر زار مصر في نهاية الأسبوع، حيث كان فوق البحر الأحمر والدلتا، ثم توجه إلى السعودية لاستكمال دورته المعتادة حول الأرض".
وعاش الشارع المصري في الوقت الراهن جدلاً متزايداً حول حقيقة فقدان الاتصال بالقمر الصناعي "إيجبت سات 2"، بعد تضارب التقارير حول مصير القمر الذي أطلق للفضاء قبل عام واحد، والتي تأتي بعد أقل من خمس سنوات على فقدان القمر "إيجبت سات 1" أواخر العام 2010.
وبينما جاء الإعلان عن فقدان الاتصال بالقمر المصري عبر مؤسسة "إنيرجيا" الروسية لإطلاق الصواريخ الفضائية، في تقارير لوسائل إعلام روسية أواخر الأسبوع الماضي.
وأرجعت "إنيرجيا" فقدان الاتصال بالقمر، الذي تم تصنيعه بمساعدة الجانب الروسي، وتم إطلاقه للفضاء من قاعدة "بايكونور" في كازاخستان، في 16 نيسان/ أبريل من العام الماضي، إلى "خطأ بشري"، ورجحت أن "إعطاء أوامر خاطئة"، قد يكون سبب فقدان الاتصال بالقمر المصري في 14 نيسان/ أبريل الجاري.
ونقلت صحيفة "إزفيستيا"، في عددها الخميس الماضي، عن مسؤول بالمؤسسة الروسية قوله إن "القمر المصري يرفض الاستجابة للتعليمات والدوران في مداره"، وذكرت الصحيفة أن "الخبراء المصريين ناشدوا زملاءهم الروس لإعادة الاتصال مع القمر"، وأن "الجانبين يعملان سوياً لمحاولة الاتصال بالقمر مرة أخرى".
وجاء أول رد رسمي من جانب "هيئة الاستشعار عن بعد"، وهي هيئة تابعة لوزارة البحث العلمي بالحكومة المصرية، السبت الماضي، أي بعد يومين كاملين من تقرير الصحيفة الروسية، وبعد 11 يوما من فقدان الاتصال "المفترض" بالقمر الصناعي المصري، الذي تكلف إنشاؤه ما يزيد على 45 مليون دولار.
وبينما أقر رئيس الهيئة، مدحت مختار، بحدوث ما وصفها بـ"أعطال تقنية اعتيادية، تحدث في أي قمر صناعي في العالم، ومن الوارد حدوثها في كل يوم وكل ساعة"، فقد أكد أنه "سرعان ما تمت السيطرة على العطل، في غضون بضع ساعات"، معتبراً أن "الشائعات مغرضة في حقيقة الأمر، من أجل صنع شوشرة، ليس لها أصل أو سبب".
اللافت أن تصريحات رئيس "هيئة الاستشعار عن بعد" أدلى بها لوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء السبت، لتتناقلها بعد ذلك وكالة أنباء الشرق الأوسط ووسائل الإعلام الرسمية المصرية، دون أن يفصح عن موعد حدوث تلك "الأعطال"، أو كيفية السيطرة عليها.
يذكر أن الحكومة المصرية كانت قد فقدت الاتصال بأول قمر للاستشعار عن بعد "إيجبت سات 1"، في تشرين الأول/ أكتوبر 2010، بعد ثلاثة أعوام فقط على إطلاقه من القاعدة الروسية في كازاخستان، في نيسان/ أبريل 2007، لتستبدله بالقمر "إيجبت سات 2"، المصمم للبقاء في الفضاء 11 عاما.