علوم وتكنولوجيا

"غوغل": قل لي عن ماذا تبحث.. أقل لك من أنت

غوغل تقوم بتخزين الكلمات المفاتيح المستخدمة في عمليات البحث منذ فتح الحساب الخاص - أ ف ب
غوغل تقوم بتخزين الكلمات المفاتيح المستخدمة في عمليات البحث منذ فتح الحساب الخاص - أ ف ب
نشرت  صحيفة "هافينغتون بوست" تقريرا حول إعلان شركة غوغل عن خدمة جديدة؛ تسمح لكل مستخدم بتحميل نسخة من تاريخ البحوث التي أجراها على الإنترنت، ورد فيه أن هذه الخدمة تشمل عمليات البحث التي أجراها المستخدم منذ قيامه بالتسجيل في حساب غوغل الخاص، ويمكن أن تكشف أشياء عديدة لا يلاحظها الإنسان عادة.
 
وأشار التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن شركة غوغل تقوم بتخزين الكلمات المفاتيح المستخدمة في عمليات البحث، التي تشمل معلومات شخصية وتفاصيل ذات طابع خاص، مثل المشاكل الصحية والمالية والميولات السياسية، إضافة إلى الرغبات الشرائية، والأنشطة الترفيهية المفضلة، ومعلومات متعلقة بالعمل.

وأضاف أن كل هذه المعلومات يتم تخزينها وفهرستها بشكل دوري لأغراض تجارية معلنة؛ تتمثل في توجيه الإعلانات الخاصة بمنتوج معين للمستهلكين المعنيين بذلك المنتوج، وأغراض تجسسية غير معلنة لفائدة الحكومات والمنظمات الدولية، وقد أصبحت هذه المعلومات منذ الإعلان عن هذه الخدمة متاحة لكل المستخدمين.

وقالت الصحيفة إن هذه القائمة تتوسع عند كل ولوج لشبكة الإنترنت لتشمل مشاغل المستخدمين الأكثر خصوصية، والتي قد تسبب حرجا إذا ما وقعت في الأيادي الخاطئة. غير أن شركة غوغل تفطنت لهذه النقطة، وقررت أنه عندما يقوم المستخدم بطلب تحميل نسخة تاريخ البحث في الويب الخاصة به؛ فإنه تصله رسالة في البريد الإلكتروني الخاص به تحتوي على ملف بصيغة Json، التي لا يمكن الاطلاع عليها مباشرة دون القيام بتطبيق بعض "الخوارزميات" المعقدة، التي يصعب القيام بها من قبل المستخدمين العاديين.

وبحسب الصحيفة؛ فإن شركة غوغل تطمح عبر هذه الخطوة الإيجابية لإثبات شفافية عمليات جمع المعلومات الخاصة بالمستخدمين، وكيفية استعمالها فيما بعد، إضافة إلى توفير خيارات متعددة لمنخرطيها، تتضمن إمكانية غلق الحساب لمنع عمليات التتبع ومحو كل آثار الاستخدام.

وأضافت أن نتائج البحث في محرك بحث الويب الأول على مستوى العالم؛ ليست هي نفسها لدى جميع المستخدمين، وإنما تتغير بحسب نوع المستخدم، حيث تتبع غوغل سياسة "قل لي عن ماذا تبحث؛ أقل لك من أنت"، فهي تعرف عن المستخدم أكثر مما يعرف هو عن نفسه.

وختم التقرير بأن "غوغل" تبرر هذه السياسة برغبتها في توفير محتوى يتناسب مع شخصية المستخدم، واهتماماته وقدراته الشرائية، غير أن منتقديها يخشون من أن هذا الإجراء يهدد نمط التفكير لدى المستخدمين، عبر الحد من إمكانية التعرف على أشخاص مختلفين، أو توسيع آفاقهم.
التعليقات (0)