سياسة عربية

انقسام بين الأطراف اليمنية حول شروط إنهاء الأزمة

انقسام بين الأطراف اليمنية حول شروط إنهاء الأزمة - أرشيفية
انقسام بين الأطراف اليمنية حول شروط إنهاء الأزمة - أرشيفية
يحظى احتمال إجراء محادثات لإنهاء الأزمة في اليمن بترحيب من قبل جميع الأطراف، لكن مع استمرار القتال والضربات الجوية السعودية لا يوجد اتفاق يذكر بشأن كيف يمكن أن تجرى تلك المفاوضات.

وتتأرجح فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن حيث تسببت الحملة العسكرية بقيادة السعودية التي بدأت قبل أربعة أسابيع في سقوط مئات الضحايا المدنيين وزادت من أزمة إنسانية حالية عبر فرض حصار بحري.

يقول الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته في المنفى بالرياض، إنهم لن يجروا محادثات إلا إذا انسحب الحوثيون من المدن التي احتلوها، وخاصة ميناء عدن وألقوا أسلحتهم.

ونفى وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، وجود بنود لاتفاق جرى التوصل إليه مع الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، متوعدا بمحاسبة الطرفين على "جرائم حرب"، كما أكد عدم انتهاء العمليات العسكرية التي تقودها السعودية باليمن، مستغربا إرسال طهران لأسطول حربي من أجل دعمهم.

وقال ياسين، في مقابلة مع قناة CNN بالعربية، خلال زيارته الخميس إلى العاصمة البحرينية المنامة، ردا على سؤال حول حقيقة البنود التي قيل إنه قد جرى التوافق عليها مع الحوثيين لوقف القتال إنه "ليس هناك أي اتفاق أو بنود أو مبادرة مع الحوثيين، نحن ليس لدينا أي علم بذلك ولم يكن هناك أي اتفاق مع الحكومة اليمنية، نحن ننتظر اكتمال الفترة التي توجب على الحوثيين الانسحاب من المدن وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216".

وتابع ياسين أن "على علي عبدالله صالح وأتباعه أن ينسحبوا أيضا لأن المحاربين على الأرض ليسوا من الحوثيين فقط، بل ومن ميليشيات علي عبدالله صالح هذا شيء أساسي دون أن يكون هناك حاجة لأي اتفاق"، نافيا أن يكون هناك مبادرة تقوم على انسحاب الحوثيون من صنعاء وموافقة صالح على مغادرة البلاد، بقوله "لا اتفاق ولا تسوية، ولا يجب أن نخضع لأي تسوية مع من يحارب ويقتل الناس".

من جانبهم يقول الحوثيون إنهم لن يجروا محادثات إلا إذا توقفت الضربات الجوية تماما.

وعن الدور الممكن لجماعة الحوثي وأنصار علي عبدالله صالح القيام به في مرحلة الحوار القادمة، قال وزير الخارجية اليمني: إنه "بالنسبة لليمنيين، فقد انتهى دور جماعة الحوثي وجماعة علي عبدالله صالح".

واتهم ياسين إيران الداعمة للحوثيين بأنها "تقوم بمحاولات بائسة لاختراق الحصار البحري على اليمن". ووصف ما يحدث في اليمن بانه "اعتداء على جميع اليمنيين وفقا لمخطط إيراني بتنفيذ من المليشيات الحوثية".

وتدعم السعودية موقف هادي، وعلى الرغم من إعلان الرياض عن إنهاء عملية عاصفة الحزم الثلاثاء، فلا تزال تستخدم الضربات الجوية لاستهداف النشاط العسكري للحوثيين وحلفائهم في المدن اليمنية.

وتداول مسؤولون في الحكومة اليمنية اقتراحا منسوبا لعمان هذا الأسبوع يتماشى مع تلك الخطوط اشترط أيضا أن يظل هادي وحكومته في مناصبهم.

وفي المقابل حسبما ينص الاقتراح تستعد جميع الأطراف لانتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت قريب، فيما تعالج الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن من خلال المساعدات الدولية والاستثمارات.

ويعتقد المقاتلون الحوثيون فيما يبدو أنه يمكن أن تكون هناك شروط أفضل من هذا، ولم يغيروا علنا وجهة نظرهم بأن هادي لم يعد لديه شرعية، ولا يزال الحوثيون يقاتلون في عدن وغيرها من المدن.

ومع ذلك فقد وصفت حركة الحوثي جهود الأمم المتحدة للمساعدة في محادثات السلام بأنها إيجابية، وتشير تقارير عن إطلاق سراح وزير الدفاع محمود الصبيحي إلى نهج أكثر ميلا للمصالحة.

وقال جمال خاشقجي المحلل السياسي السعودي إن السعودية تركت الباب مواربا للدبلوماسية، لكنها تظهر نفس التصميم باستخدام الضربات الجوية.
 
وأضاف أن الحوثيين لم يكفوا أيديهم أيضا، لكن لا سبيل لأن يقبل السعوديون أن يحكم الحوثيون بوصة من اليمن.

وما قد يتأكد أنه مسألة حيوية سواء على الأرض أو في التحرك صوب محادثات السلام هو موقف حزب المؤتمر الشعبي العام وهو حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تحالف مع الحوثيين.

وتقاتل قوات الجيش الموالية لصالح إلى جانب الحوثيين الأقل تجهيزا. 

ويعتقد السعوديون أنه إذا أمكن اقناع تلك القوات بوقف القتال فسوف ينكشف الحوثيون ويرغمون على التراجع.

ورفض صالح مرارا مغادرة اليمن كما يريد هادي والسعوديون، لكن عدة ألوية من الجيش كانت تقف معه انشقت عنه إلى الجانب الآخر في الأيام الأخيرة.

وقال دبلوماسي غربي كبير إنه في حين أن الضربات الجوية السعودية لم يكن لها تأثير يذكر على الحوثيين الذين هم في الغالب عصابات مسلحة تسليحا خفيفا إلا أنها ألحقت ضررا بالغا بحلفاء صالح في الجيش.

وفي الوقت نفسه أوردت وسائل إعلام عربية الخميس أن زعماء من حزب المؤتمر الشعبي العام أجروا محادثات مع دول الخليج العربية وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا لمناقشة مفاوضات السلام.
التعليقات (0)