سياسة عربية

هل تنوي إيران إشعال جبهة البحرين وتحريك شيعة السعودية؟

شيعة البحرين قاموا باحتجاجات عنيفة منذ عام 2011 بدعم إيراني - أرشيفية
شيعة البحرين قاموا باحتجاجات عنيفة منذ عام 2011 بدعم إيراني - أرشيفية
تنشغل دوائر حزب الله اللبناني، بمتابعة الأنباء حول تقدم الحوثيين في اتجاه عدن، واحتمالات بسطهم السيطرة على الجنوب اليمني. لكنها تنشغل أيضا بقراءة ردود الفعل السعودية والخليجية على التطورات هناك، وما إذا كانت ستتطور على النحو الذي حدث في البحرين، وصولا إلى تدخل عسكري أم لا، سواءً من خلال ما يعرف بقوات درع الجزيرة، أم من خلال تدخل سعودي مباشر.

مصدر ذو صلة بالدوائر العليا في حزب الله أخبر "عربي21"، بأن الفرحة الإعلامية بتقدم الحوثيين في دوائر الحلف الإيراني، لا تخفي حجم القلق مما يجري هناك، بخاصة في أوساط القيادة العليا للحزب، إدراكا منها لما يمكن أن يترتب على ذلك من ردود فعل خليجية وعربية تزيد في حالة الاحتقان الطائفي في المنطقة، وتوسيع لإطار النزيف الذي تعاني منه إيران، والذي يتزامن مع أزمة اقتصادية كبيرة تعيشها طهران بسبب تدهور أسعار النفط. وقد يؤدي ذلك إلى توقيع اتفاق النووي رغم عدم رغبة الحرس الثوري في ذلك، وبالطبع من أجل رفع العقوبات وتحسين الوضع المالي.

ولا تخفي المصادر العليا في حزب الله قلقها من أن تؤدي الأزمة الإيرانية الراهنة إلى اتخاذ قرارات جديدة أكثر خطورة على صعيد التعاطي مع حرائق المنطقة، وطبعا في سياق من الرد على التحركات السعودية، وحيث تعتقد طهران، والكلام على عهدة المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الرياض لم تتردد ولن تفعل في مد يد العون لكل القوى "التكفيرية"، بتعبير قادة حزب الله، لكي ترد على سيطرة الحوثيين في اليمن بمسلسل من العمليات يشبه ما جرى ويجري في العراق.

ما تخشاه الدوائر العليا في حزب الله، بحسب المصدر، هو أن تقرر طهران فتح جبهة جديدة تشتت جهد السعوديين والخليجيين، وتحديدا في البحرين والسعودية، عبر تحريك الشيعة في البلدين ودفعهم نحو حمل السلاح.

وترى تلك الدوائر أن إمكانية حمل السلاح في البحرين متوفرة، إذ إنه سبق لأعداد كبيرة من شباب الشيعة أن تلقوا تدريبات عسكرية في إيران ولبنان. لكن الأمر لن يكون سهلا في السعودية، بوجود نظام قوي وحشد شعبي معبأ ضد الشيعة سيلتف من حوله، ما سيسهّل عملية قمع أي تحرك، حتى لو كان سلميا.

ليس لدى الدوائر القيادية في حزب الله ما تفعله غير النصيحة، لكن القرار في النهاية يعود للحرس الثوري، ولقاسم سليماني على وجه التحديد، الذي يبدو أنه لم يعد يقرأ المشهد سوى بعقل "الاستشهادي"، والتعبير لأحد قادة حزب الله كما نقل المصدر، وهو يتنقل بين الجبهات في العراق وسوريا رغم أن الوضع لا يزال صعبا، والإنجاز جد محدود، ما دفعه إلى رفع الفيتو عن الاستعانة بالتحالف الأمريكي لحسم معركة تكريت التي وعد بحسمها منذ أسابيع دون جدوى.
التعليقات (1)
ابو طارق
الإثنين، 13-04-2015 05:00 م
أغلب إخواننا من شيعة المملكة العربية السعودية ولله الحمد يدين بالولاء لوطنهم والقلة القليلة منهم هي من تشذ عن ذلك