سياسة عربية

الريسوني لابن كيران: نريد الاستقامة لا الاستقالة

أحمد الريسوني ـ أرشيفية
أحمد الريسوني ـ أرشيفية
هاجم نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، معتبرا أن حديثه عن الإستقالة "أكثر بعدا عن الجدية"، داعيا إلى "مزيد من الاستقامة عوض الحديث عن الاستقالة".

وقال أحمد الريسوني، في مقال نشره على موقعه الإلكتروني "يعرف كل العارفين أن هذا السيل من (أحاديث الاستقالة) ليس له - عموما - أي رصيد من الجدية والمصداقية ومن الواقعية، ولكن يبقى الحديث عن استقالة الحكومة أو رئيسها بسبب حادثة سير هو الأكثر بعدا عن الجدية والواقعية".

وأضاف الريسوني، الرئيس السابق والقيادي في حركة التوحيد والإصلاح، في مقال اطلعت عليه صحيفة "عربي21"، "أتصور وأقدر أن يقع الحديث - حتى ولو كان مجرد حديث - عن استقالة الحكومة أو رئيسها، إذا جاء بسبب العجز عن مواجهة الفساد الظاهر والباطن والقانوني واللاقانوني".

وشدد الفقيه المقاصدي، على أن "المشكلة ليست في أي حادثة سير بعينها، حتى ولو كان عدد ضحاياها كبيرا وفاجعا، المشكلة في الأسباب المتفشية المعشِّشة التي أودت - وستودي حتما - بما لا يحصى من القتلى والجرحى والخسائر والفواجع، في طول البلاد وعرضها، وعلى مدى العقود والأجيال. فهي التي تنتج الحوادث وتضاعفها، وتمنع توقيفها أو حتى تقليلها".

وتابع الريسوني: "وأيضا العجز عن تقليص الرشوة الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، والعجز عن تغيير نمط الإدارة المغربية الغارقة في فسادها وبيروقراطيتها وعطالتها وعجرفتها". 

وأوضح، وأيضا "لو كان بسبب الإنهيار المتواصل والمتسارع في منظومتنا التربوية والتعليمية، أو بسبب التأخر الكبير في تفعيل مواد كثيرة ممتازة من الدستور، ما زالت في حالة بكارة منذ ما يقرب من أربع سنين".

ومضى يقول: "نحن المواطنون لا نريد ولن يعجبنا أي حديث عن الاستقالة؛ بل نريد التفعيل الجدي للدستور، والاحترام الكامل للقانون، والامتثال الحقيقي لإرادة الشعب. نريد مزيدا من الاستقامة لا حديثا عن الاستقالة".

وسجل الريسوني أن "رئيس الحكومة تحدث مؤخرا عن إمكانية استقالة الحكومة أو رئيسها، أو أي وزير فيها إذا تثبت مسؤوليته عن حادثة السير المأساوية الأليمة التي أودت بحياة العشرات من التلاميذ قرب مدينة طانطان".

وأفاد أن "حديث رئيس الحكومة عن فكرة الاستقالة ليس جديدا وليس قليلا، فلا يكاد يمر شهران أو ثلاثة دون أن يخبرنا سيادته عن استقالة كانت ستقع، أو كادت أن تقع، أو يمكن أن تقع، أو أنه فكر فيها، أو تراجع عنها".

وزاد: "مثل رئيس الحكومة، سبق لعدد من الوزراء الحاليين أن تحدثوا عن الاستقالة أو لوحوا بها، ولكنهم كفُّوا عن هذا الحديث، وكأنهم فوضوا ذلك لرئيسه".

وكان رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، قد أعلن استعداده لتقديم الاستقالة من رئاسة الحكومة، إذا أثبتت التحقيقات مسؤولية الحكومة عن حادثة السير التي وقعت قبل أسبوع في مدينة طانطان (جنوب المغرب) وأودت بحياة 35 شخصا أغلبهم أطفال.

وقال عبد الإله بن كيران، في اجتماع مجلس الحكومة، الخميس الماضي، "لقد تحدث الناس عن تحميل المسؤولية، فنحن مستعدون لتحمل المسؤوليات كاملة، في حالة ما إذا أثبتت التحريات والتحقيقات الجارية الآن أن لأي وزير مهما كان في هذه الحكومة مسؤولية ما ويستدعي الأمر استقالته، فسوف يقدم استقالته".

وأضاف بن كيران قائلا: "إذا كان رئيس الحكومة ينبغي أن يقدم استقالته فسوف يفعل، وإذا كانت الحكومة تتحمل المسؤولية فسوف تقدم استقالتها".

وأوضح أن "الحكومة يجب أن تقدم استقالتها من أجل وفاة مواطن واحد، أحرى أن يكون هناك حوالي 40 ضحية أو 35 أغلبهم أطفال صغار في مقتبل العمر".


التعليقات (0)