مقالات مختارة

القويُّ من يَعدُ بالجديد

برهان الدين دوران
1300x600
1300x600
كتب برهان الدين دوران: حزبُ العدالة والتنمية، هو من أهم الأحزاب التي غيّرت وساعدت في تشكيل السياسة الجديدة لتركيا، فهو يستمّد قوّته السياسية من الجذور الحضارية لتركيا، لإعادة صياغة الوجه الجديد للبلاد.

كما أن هذه القوة أتت بالرؤية المنفتحة على العالم الخارجي، وإن مصدر قوة أردوغان هو في كسبه ثقة الجمهورعند إلقاء خطاباته، خصوصاً عندما يشرح ما تمّ إنجازه ويُفصح عن خططه القادمة للشعب.

فهو يعلم أن القائدَ الحقيقيّ يجب عليه وضع الخطط الاستراتيجية للبلاد، وعلى ذلك فحزب العدالة والتنمية، رغم معارضيه ورغم الأعباء الثقيلة التي يتحمّلها نتيجة قيادته للسطلة التنفيذية، والتحديات الأخرى، فهو أكثر من يَعد الشعب بالتغيير الإيجابي ويسعى لذلك.

ونحن على أبواب الانتخابات التشريعية في 7 حزيران/ يونيو القادم، نشاهد خوض حزب العدالة والتنمية هذه الانتخابات حاملاً معه تجربة 12 عاماً منذ تسلمه لمقاليد الحكم في البلاد، بالإضافة إلى أن البلاد ذاهبة نحو مرحلة جديدة، بعهد زعيم الحزب الجديد داود أغلو، الذي جاء ومعه رسالة تتألف من 350 صفحة تحتوي على أسُس النقلة النوعية لتركيا وخطط استراتيجية ومشاريع كبيرة. وأضف مع كلّ ذلك، اختتام كسر حاجز الوصاية مع انتخاب أردوغان رئيساً للبلاد من قبل الشعب.

رسالةُ داود أغلو تتبنى الديمقراطية والكرامة الإنسانية ليجمعها في عقدٍ اجتماعيّ واحد يخاطب بها الشعب كله، خطاب يطرح فيه ضرورة تغيير النظام الوزاري إلى رئاسي في تركيا، كما أنه يهدفُ إلى تغيير الدستور بما يناسب تركيا الجديدة، وإنشاء سلطة تشريعية مستقلة لكتابة الدستور الجديد، وإحقاق التوازن بين فئات الشعب وترسيخ الديمقراطية، واقتلاع كلّ وصايةٍ خارجية تؤثّر في منهج الدولة واستقلاليتها.

وعرض رئيسُ الوزراء داود أغلو، برنامج "عقد تركيا الجديدة في عام 2023"، في خطابه الأخير. وهو يريد من خلال هذا العقد الشعبي أن يُرسّخ مصطلح الكرامة الإنسانية للمواطنين والرؤية السياسية للدولة بذلك، سيما أنه قرأ مصطلح الكرامة الإنسانية في رسالته 24 مرة، كما أنه عبّر أيضاً عن نيّة حزب العدالة والتنمية، جعل تركيا لاعباً وقائداً أساسياً في السياسة العالمية، التي تهدف إلى إقامة العدل في العالم قبل كل شيء ودفع المظالم.

وكما نشاهد، فإن تركيا هي من بين القوى النامية في القرن الحادي والعشرين، وهي مرشّحة أن تصل إلى الدولة المثالية في الحضارة المعاصرة.

ومن جهةٍ أخرى، فحزب العدالة والتنمية يمّر بمنعطفٍ تاريخيّ أمام ضجة أصوات المعارضة التركية، لكن من ضمن هذه الأصوات المعارضة، تصريحات معارضٍ من حزب الشعب الجمهوري، في العاصمة الصربية بمؤتمر "العلاقات الصربية التركية في القرن الـ21"، حيث قال فيها: "إن التاريخ التركي يعبر من مرحلة طبيعية". وهذا أكبر دليل ومن لسان المعارضة تحديداً، على أن تركيا تسري بأهدافها الاستراتيجية المعاصرة وتسير نحو تحقيق تلك الأهداف بخطى أمينة بقيادة العدالة والتنمية، ورغم ذلك فإنه لا يمكن تجاهل التحديّات والعقبات التي ستواجه العدالة والتنمية وهي تعبر هذه المرحلة الحرجة، سيما في هذه المرحلة، فهو بحاجة إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

والصعوبة تكمن في أن الحزب، سيكون منفذ الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وهو على رغم المعارضة الشديدة من قبل التكتلات السياسية المعارضة لذلك، فإنه سيكون منفذ انتقال هذا النظام، ومُعدّل الدستور سوياً. لذلك فهو بحاجة لعقدٍ اجتماعي شعبي ومبادراتٍ تطرح إلى الشعب. وبذلك فقط يمكنه الحدُ من الصراعات بينه وبين المعارضة والتصالح معها، وفضّ الانقسامات الداخلية بترسيخ الديمقراطية أكثر. وكلما وعد حزب العدالة والتنمية الشعب بالتغيير الاجتماعي، وسعى لتحقيقها، انتقلت تركيا من مرحلة إلى مرحلة ثانية تحقّق لها الازدهار والنجاح.

(عن صحيفة صباح التركية/ ترجمة وتحرير: عربي21)
التعليقات (0)