دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، إيران إلى الانخراط في حوار بشأن الأمن في اليمن، في الوقت الذي استأنف فيه البرلمان نقاش مشاركة بلاده في الحملة التي تقودها السعودية ضد قوات الحوثي في اليمن.
وتحدث شريف أمام البرلمان، الثلاثاء، غداة كشف وزير الدفاع الباكستاني طلبا سعوديا بتزويدها بطائرات وسفن حربية وجنود، بعد أن كانت طلبت من إسلام أباد الانضمام للحملة العسكرية التي تقودها.
وقال نواز شريف في كلمته: "يتعين على إيران كذلك أن تفكر في سياساتها في اليمن، وينبغي تقييم ما إذا كانت سياستها صحيحة أم لا".
وتابع رئيس وزراء باكستان: "اليوم يعقد (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) محادثات مع الرئيس الإيراني، أتوقع أن يبلغنا بشأنها".
وأضاف شريف: "نحن في الحقيقة ننتظر إجابة، أعتقد أنها ستصلنا غدا"، مشيرا إلى أن تركيا قد ترسل وزير خارجيتها أو تبلغ باكستان بالنتيجة عبر الهاتف، وتابع: "سنرى ما باستطاعتنا فعله بعد ذلك. قد نكون بحاجة لزيارة دول إسلامية سويا".
وأوضح شريف في جلسة استثنائية للبرلمان، بدأت الاثنين لبحث الأزمة اليمنية، أن بلاده "ليست على عجلة من أمرها"، مسجلا أنه يعتقد أن "الجهود الدبلوماسية ستسفر عن نتائج خلال الأيام المقبلة".
وأكد شريف أن أي تدخل باكستاني يتطلب دعم البرلمان، ولذلك طلب عقد جلسة استثنائية لبحث القضية، وقال للنواب: "لم نطلب عقد هذه الجلسة الاستثنائية للتلاعب بكم للحصول على تفويض. خذوا وقتكم، نحن بحاجة إلى نصائحكم الصادقة وسنأخذ بالاعتبار آراءكم الأكثر منطقية في سياستنا".
وتابع: "خذوا وقتكم، لسنا على عجلة من أمرنا، أريد من البرلمان أن يقول شيئا حول طلبات أصدقائنا"، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يشارك النواب كافة التفاصيل حول الطلب السعودي.
من جهته، قال مشاهد حسين عضو مجلس الشيوخ عن حزب الرابطة الإسلامية الحاكم في باكستان، إن "اليمن بالنسبة للسعودية مثل أفغانستان بالنسبة لباكستان. إنه جارها الأقرب. نحن نريد استقرارا في أفغانستان، نريد القوة لأفغانستان. إذا حدث أي شيء هناك فهو يؤثر علينا. وكذلك إذا حدث أي شيء في اليمن فهو يؤثر على السعودية".
وتابع حسين، في تصريحات للصحافة، "لذلك فإن للسعودية مخاوف أمنية مشروعة. وأعتقد أننا يجب أن نوصل إلى جواد ظريف (وزير الخارجية الإيراني) أنه أيا كان ما تفعله في العراق وسوريا فأنت لست في حاجة لإرسال رجال حزب الله إلى اليمن، لا يتعين أن تتدخل في اليمن".
وحذر البرلماني المعارض، غلام أحمد بيلور، من ارتداد صراع اليمن على الداخل الباكستاني، قائلا: "إذا تدخلنا في اليمن سيندلع حريق كبير في بلادنا من جديد (...) جيشي ليس جيشا للإيجار".
ويبدأ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأربعاء، زيارة تستمر يومين لباكستان، ومن المرجح أن يتناول موضوعات يتصدرها الوضع في اليمن.
باكستان غير متعجلة لاتخاذ قرار حول التحالف
في سياق متصل، قال رئيس الحكومة الباكستانيةنواز شريف الثلاثاء ان بلاده "غير متعجلة" لاتخاذ قرار حول مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، قبل جولة من النشاط الدبلوماسي حول الأزمة بمشاركة إيران وتركيا.
وقال شريف في جلسة استثنائية للبرلمان بدأت الاثنين لبحث الأزمة اليمنية، إنه يعتقد أن الجهود الدبلوماسية التي من المقرر أن تبدأ في الايام القليلة المقبلة ستسفر عن نتائج.
وطلبت السعودية من حليفتها باكستان المساهمة بطائرات وسفن وقوات برية في العملية العسكرية التي تشنها ضد الحوثيين في اليمن، إلا أن باكستان لم تستجب حتى الآن، ودعت إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، مؤكدة أنها لا تريد المشاركة في نزاع من شأنه أن يفاقم الانقسامات المذهبية في العالم الإسلامي.
وأكد شريف أن أي تدخل باكستاني يتطلب دعم البرلمان، ولذلك عقد جلسة استثنائية لبحث القضية، قائلا للنواب الثلاثاء "لم نطلب عقد هذه الجلسة الاستثنائية للضغط عليكم للحصول على تفويض. خذوا وقتكم، نحن بحاجة إلى نصائحكم الصادقة وسنأخذ بجميع آرائكم الجيدة".
وتابع "خذوا وقتكم، لسنا في عجلة من امرنا، أريد من البرلمان أن يبدي رأيه في طلبات أصدقائنا"، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يشارك النواب بكافة التفاصيل حول الطلب السعودي.
وكان شريف لجأ إلى السعودية بعد الاطاحة به في انقلاب عسكري في 1999، في حين التقى شريف نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة الجمعة، وقال بعد اللقاء إن الدولتين تريدان حلا سلميا للأزمة اليمنية.
وستجري تركيا وإيران وباكستان مزيدا من المحادثات حول الأزمة، وزار بالفعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طهران الثلاثاء، كما أعلن أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيتوجه الأربعاء إلى سلطنة عُمان ثم إلى باكستان لمناقشة الوضع في اليمن في هذين البلدين.
وقال شريف للبرلمان إنه يتوقع نتائج مثمرة من هذه الجهود الدبلوماسية، مشيرا "نحن في الحقيقة ننتظر إجابة، اعتقد أنها ستصلنا غدا"، مشيرا إلى أن تركيا قد ترسل وزير خارجيتها أو تبلغ باكستان بالنتيجة عبر الهاتف، متابعا "سنرى ما باستطاعتنا فعله بعد ذلك. قد نكون بحاجة لزيارة دول إسلامية سويا".
وفي وقت متاخر من الثلاثاء وصل إلى إسلام أباد وفد مصري يضم وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وعقد اجتماعات مع قادة الجيش الباكستاني، بحسب بيان للجيش الباكستاني.
والثلاثاء قامت البحرية الباكستانية بإجلاء 146 شخصا آخرين من مواطنيها من اليمن، إضافة إلى 36 أجنبيا، وكان تم إخراج مئات الباكستانيين من اليمن خلال الأسبوعين الماضيين خوفا على سلامتهم.
وتحاول إسلام آباد تجنب إغضاب حليفها السعودي من جهة والجارة إيران التي تعارض بشدة الحملة العسكرية.
والثلاثاء قال وزير الدفاع الباكستاني خواجا آصف أن نحو ألف جندي باكستاني يتمركزون الآن في السعودية، إلا أن ذلك لا علاقة له بعملية اليمن، مضيفا أن بعض هؤلاء "أطباء وبعضهم الآخر فنيون. وهم موزعون".
ويدين غالبية سكان باكستان بالمذهب السني من الإسلام، مثل السعودية. ولا تتعدى نسبة الشيعة في باكستان 20% من عدد السكان، كما أن الحكومة لا تريد إثارة الخلافات المذهبية داخل البلاد.
وتعالت بعض الأصوات في باكستان معربة عن قلقها بشأن الانضمام إلى العملية العسكرية في اليمن في حين يعاني الجيش الباكستاني من ضغوط بسبب القتال الذي يخوضه ضد حركة طالبان.