قال المحلل
الإسرائيلي أفرايم هرارة، إن الكراهية بين
السنة والشيعة، التي دامت مئات السنين ليس من المتوقع لها أن تذوي؛ ولكنها في الوقت نفسه لا تمنع تعاون السنة والشيعة ضد العدو المشترك، إسرائيل، وعلينا الاستعداد لذلك.
وفي مقالته لصحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، تناول أفرايم على طريقة
الصحافة الإسرائيلية في نشر المغالطات التاريخية، العلاقة بين
الشيعة والسنة قائلا، إنه ومنذ بداية الإسلام تدور حرب ضارية بين السنة الذين يشكلون اليوم حوالي 85 بالمئة من المسلمين في العالم، وبين الشيعة الذين يشكلون 10– 15 بالمئة من المسلمين، ودائما كانوا أقلية مضطهدة.
وزعم أفرايم أن هذه الحرب أساسها الخلاف حول مسألة "من هو الجدير بقيادة العالم الإسلامي، ومن سيقود إلى السيطرة السياسية على العالم كله". هذا الانقسام الذي يسود كل أرجاء العالم الإسلامي، وهو الآن ينفجر بقوة كبيرة في اليمن الذي يتواجد فيه المتمردون الحوثيون الشيعة - المدعومون من إيران - حيث يمثلون حوالي 40 بالمئة من السكان، وهم يقودون ثورة عنيفة ويحاولون السيطرة على كل الدولة التي فيها أغلبية بسيطة للسنة.
وأشار إلى أن السعودية تشعر بالخطر على وجودها، وإزاء قلة حيلة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من اليمن ولا تدين تدخل إيران، أخذت مصيرها بيدها وبدأت بهجمات جوية على أهداف حوثية في اليمن المجاور. والمبادرة السعودية فعلت فعلها وبدأت الولايات المتحدة في المساعدة الاستخبارية واللوجستية للسعوديين في حربهم ضد الحوثيين. وكما أشار السناتور مكين فإن الولايات المتحدة تقود سياسة سيئة حيث إنها في نفس الوقت الذي تدعم فيه السعودية ضد إيران في اليمن فإنها تقوم بدعم إيران في حربها ضد الدولة الإسلامية (داعش). وصحيح أن المليشيات الشيعية في العراق هي العمود الفقري لقوات النظام المدعومة من قبل إيران الشيعية، تشن حربا ضارية ضد الدولة الإسلامية السنية.
وأضاف أن "الحرب بين الشيعة والسنة تدور أيضا في سوريا، ففيها حزب الله وقوات إيرانية تساعد النظام العلوي (تيار انفصل عن الشيعة ويعتبر في نظر السنيين عابدا للأصنام وخائنا) الذي يمثل بصعوبة 15 بالمئة من السكان، في حربه ضد الأغلبية السنية، المنقسمة بين الدولة الإسلامية والنصرة ومعارضي النظام من كل أطياف القوس الديني. كما أنها تجري في لبنان، حيث إن حوالي ربع السكان فيه هم شيعة ممثلة من قبل حزب الله، الذي يسيطر عن طريق القوة على الدولة كلها، خلافا لرغبة السنة (ربع السكان) والمسيحيين من مختلف التيارات (حوالي 40 بالمئة من السكان). كما أنها تجري أيضا في باكستان والتي فيها تتسبب العمليات الانتحارية بعشرات القتلى في المساجد الشيعية على حد سواء. كما أنها تجري في البحرين ذات الأغلبية الشيعية ولكن المحكومة من قبل السنيين".
وشدد أفرايم على أن هذه الكراهية بين المسلمين التي عمرها مئات السنين ليس من المتوقع أن تخفت في المستقبل القريب، ولكنها في ذات الوقت لا تمنع التعاون ضد أعداء مشتركين وخاصة إسرائيل. وعلى سبيل المثال إيران تساعد الجهاد الإسلامي السني وحماس المنظمة السنية التابعة للإخوان المسلمين. نحن نعرف جيدا كراهية التيارات السنية الشديدة لإسرائيل ولليهود، بل إن ميثاق حماس يدعو إلى تصفية كل اليهود. والسعودية تبرز في دعوتها لكره اليهود، العدو الأكبر للإسلام بعد الشيطان، وهم الشعب المتهم بقتل النبي محمد.
وتابع قائلا: "نحن نعرف أيضا كراهية إيران الشيعية لإسرائيل، التي يصفها زعماؤها كسرطان يجب إزالته. نحن نعرف كراهية حزب الله لإسرائيل الذي يتوق قادته لغزوها وتصفية كل سكانها اليهود، وقال نصر الله: "شعارنا هو تصفية إسرائيل". حزب الله معناه الحزب التابع لله – جزء من الآية القرآنية التي تظهر قبل أربع آيات من تشبيه اليهود بالقردة والخنازير. كذلك فإنه في الدول التي لا يوجد فيها تقريبا يهود تبرز الكراهية لإسرائيل. شعار الحوثيين هو "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام". وأقل شيوعا الاعتقاد الشيعي الذي يتنبأ بأن المهدي الإمام الـ12 يتوقع رجوعه في أواخر الأيام من أجل نشر الإسلام الشيعي على العالم كله، وهو الذي سيقضي على كل اليهود.
وختم أفرايم مقاله بالقول، إنه إزاء كراهية اليهود الشديدة هذه لن تكفي حقيقة أن السنة والشيعة يقتلون أحدهما الآخر في شتى أرجاء العالم الإسلامي. على دولة إسرائيل أن تكون قوية بشكل خاص، وأن تتابع بانتباه كل التطورات وكل المخططات للمس باليهود في العالم، مذكرا بما أسماها "العمليات القاتلة لحزب الله في الأرجنتين"، وأن تعمل على إدانة كراهية اليهود في الدول الإسلامية، ولمنع التسلح النووي لكل دولة إسلامية وعلى رأسها إيران.