ملفات وتقارير

"مهر" الإيرانية: وحدة العراق وإيران بعيدا عن الكوفية والعقال

انتقد عدد من نواب مجلس الشورى الإيراني تصريحات يونسي وطالبوا بعزله - أرشيفية
انتقد عدد من نواب مجلس الشورى الإيراني تصريحات يونسي وطالبوا بعزله - أرشيفية
قالت وكالة "مهر" الإيرانية إن الشعب العراقي الآن بحاجة أن "يقول كلمته الأخيرة، وأن يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية، وبين الإسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي‎"، معتبرة أنه بحاجة لحلة جديدة بعيدة عن "الكوفية والعقال والدشداشة".

وأضاف تقرير الوكالة الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن العلاقة بين الشعبين العراقي والإيراني تربطها "وشائج دينية وتاريخية تربط على مر التاريخ رغم أن هذه العلاقات شهدت تجاذبات"، مشيرة إلى أن"الأغلبية في العراق معروفة بانتمائها العقائدي إلى مذهب أهل البيت، وهذا هو السبب الرئيس لعداء الانظمة العربية سيما الدول العربية المحيطة بالعراق تجاه هذا البلد".

واعتبر التقرير أن "النظرة الطائفية العربية تجاه العراق معروفة ولا تحتاج إلى شرح لأن الدول العربية المحيطة بالعراق لا تريد حكم الأغلبية على الاقلية في هذا البلد بسبب العنصرية التاريخية الممتدة تجاه اتباع أهل البيت"، ولذلك لم "يشهد الاستقرار منذ عام 2003 حتى الآن بسبب الحقد العربي الدفين تجاه الأغلبية في هذا البلد".

ودعا التقرير حاد اللغة "الساسة في العراق أن ينتهجوا سياسة واقعية جديدة بعيدة عن الشعارات الزائفة، فالعراق بحاجة إلى حلة جديدة بعيدة عن الكوفية والعقال والدشداشة، ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية، لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق".

وقال التقرير إنه "بينما يتواجد الجنرالات العرب في ملاهي لاس فيغاس، فإن الجنرال الإيراني المعروف - في إشارة إلى قاسم سليماني - وضع حياته في كف عفريت، وذهب إلى أخطر منطقة في العالم ليضع خبرته القتالية في تصرف الجيش العراقي والحشد الشعبي في تكريت إكراما وإجلالا للشعب العراقي"، معتبرا أن السنوات الأخيرة كشفت "ادعاءات العرب، ونواحهم الكاذب"، على حد تعبيره.

واختتم التقرير دعوته للشعب العراقي أن "يتجه نحو الوحدة مع أصدقائه الحقيقين وينسلخ من ثوب العروبة المزيفة، لأن كل ويلات العراق سببها وجود العرب الذين يتربصون بالشعب العراقي ولا يريدون الخير لهذا الشعب".

يأتي ذلك في ظل تصريحات علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، قبل أيام، بأن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا".

محاولات تدارك

وأثارت تصريحات يونسي نوعا من البلبلة في أوساط الحكم في إيران، مما دعا عددا من السياسيين والإعلاميين لاتخاذ مواقف رافضة لها، في محاولة لتدارك نتائجها.

إذ انتقد 21 نائبا في مجلس الشورى الإسلامي، علي يونسي، داعين الرئيس روحاني إلى عزله من منصبه على خلفية تصريحاته الأخيرة حول العراق، مؤكدين في مذكرة تنبيه أنهم يطلبون من رئيس الجمهورية "عزل يونسي مساعد رئيس الجمهورية بسبب مواقفه غير الحكيمة والمهددة للأمن القومي الإيراني".

وقال النواب، إن يونسي ومنذ بدء مهامه في هذا الموقع المهم قد "هدد مرارا الأمن القومي للجمهورية الاسلامية الايرانية بمواقفه غير المدروسة وإجراءاته المثيرة للخلافات وبرامجه المسببة للتفرقة"، مطالبين الرئيس روحاني "بإصرار" لعزله من منصبه.

بدورها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أن سياسة طهران الخارجية تقوم دوما على احترام السيادة والوحدة الوطنية والاستقرار والأمن لجميع البلدان لاسيما الجوار، وأن "تنفيذ طهران العملي لهذا المبدأ حيال العراق الشقيق لا يخفى على أحد".

وأضافت أفخم، في تصريح صحفي أدلت به يوم السبت حول تصريحات يونسي، أن "الحكومة والشعب في العراق يشعران أكثر من غيرهما في هذه الأيام باداء مثل هذا الدور عن قرب"، موضحة ماصرح به مستشار رئيس الجمهورية، وأكده "بمزيد من الشفافية، يبين التمازج الحضاري والثقافي بين الشعبين الإيراني والعراقي الذي لايقبل الفصل".
0
التعليقات (0)

خبر عاجل