حول العالم

التخريب عند الأطفال.. بين حب الاستطلاع والعنف

عبث الطفل بالأشياء قد يكون لمحاولة تحقيق فكرة تبادرت لذهنه حوله الشيء
عبث الطفل بالأشياء قد يكون لمحاولة تحقيق فكرة تبادرت لذهنه حوله الشيء
اشتكت الأردنية مها الأحمد من النشاط الزائد لأطفالها وكثرة تخريبهم في المنزل.

وقالت الأحمد: "ما إن أرتب شيئا خلف أبنائي حتى يبرز شيء آخر يحتاج إلى ترتيب". وأضافت الأحمد لـ"عربي21": "أرهقوني جدا، وما عدت قادرة على التعامل معهم".

فيما قالت سامية الفرّا، إن أبناءها لا يلعبون، بل يخرّبون الأشياء وقد تتلف بين أيديهم. وأضافت الفرّا لـ"عربي21" أنها تشعر بالغضب الشديد لقلة اكتراثهم لتنبيهاتها واستمرارهم في التخريب

وقالت الأخصائية التربوية الأردنية سناء طلال، إن النشاط الزائد للأطفال ناتج عن الطاقة الداخلية للطفل وهو سلوك يومي، وإن رغبته في التعرف على الموجودات ينمّ عن حُب الاستطلاع.

وأضافت الأخصائية لـ"عربي21" أن عبث الطفل بالأشياء يكون لمحاولة تحقيق فكرة تبادرت لذهنه حول الشيء، ويكون عن حسن نية.

وتابعت بأن "فضول الطفل يدفعه للعبث بالأشياء. وعندما لا يعرف كيفية التعامل معها فقد يتلفها، فهو يجهل قيمة الشيء الذي بين يديه. والطفل مثلاً يكون مسرورا عند سكب سائل ما على الأرض لأنه كان يجهل شكله حين ينسكب، وهو بالنسبة له شيء جديد. وكذلك عند رمي صحن على الأرض وكسره".

وأشارت سناء طلال إلى أن "على الأم أن تُراعي أن طبيعة النمو تتطلب التعرّف على المحيط، فهو حديث عهد بالأشياء ولديه رغبة كبيرة في تفكيكها والتمعّن فيها، وقد يعيدها إلى ما كانت عليه إن استطاع".

وبحسب الأخصائية، فإن "على الأم محاولة السيطرة على مشاعر الغضب عند تخريب الطفل، لأنه لا يدرك عِظَم ما فعل، وعليها أن تحاول إيصال الفكرة لديه.. بأن هذا الشيء لا يجوز وأن لك مساحة مخصصة للعب.

أما عصام محمد، فقال إن "زوجتي تشتكي دائما من الأولاد، وأنا لا أرى أن ما يفعلونه سيئ". وأضاف محمد لـ"عربي21": "لا أحب أن أحصر تنقلهم في المنزل بأماكن محددة".

وهو أمر وافقت عليه الأخصائية طلال، بقولها إن "على الأهل توفير أماكن مناسبة للأطفال للعب فيها، بحيث تكون واسعة ليستطيعوا التحرك بسهولة، دون تضييق ودون كثرة التنبيه واللوم".

أسباب التخريب 

وعدا عن النشاط الزائد الذي قد يكون ناجما عن خلل في الغدة الدرقية في بعض الحالات، بالإضافة لعدم توفر أماكن اللعب، فإن "أسباب التخريب عند الطفل تعود إلى الغيرة من المولود الجديد، أو إلى التفرقة بين الأولاد، أو كره الطفل لبعض الأشخاص، ومحاولة إثبات وجود وسيطرة ونمو جسمي زائد مع انخفاض في مستوى الذكاء، أو إلى الشعور بالنقص والظلم والانزعاج وكره الذات"، بحسب ما ذكرت الأخصائية.
التعليقات (0)