قضايا وآراء

آخر رُسل العسكر

محمد أبو حامد
1300x600
1300x600
لم يبعث الله رسولين لأمة واحده في نفس الزمن من قبل، فالرسل أتت متعاقبة وليست متزامنة، فمن ذا الذي أرسل السيسي وإبراهيم؟ ولأي أمة تم إرسالهما؟

وكل نبي أو رسول أخبره الله تعالى بالنبوة والرسالة، إلا هما لم يَعلما بذلك حتى أعلن ذلك تابعهما، فأي الرسل هما؟

وكل نبي أو رسول أعلن رسالته إلى قومه بنفسه، إلا هما أعلنا عن طريق تابعهما، فأي الرسل هما؟

 وكل الأنبياء والرسل أُرسلوا بكتاب أو رسالة، إلا هما لم نعلم لهما رسالة أو كتابا إلا ما كتبه هيكل، فأي الرسل هما؟

وكل الأنبياء والرسل أُرسلوا إلى الطغاة والمفسدين في الأرض، إلا هما أُرسلوا إلى المصلحين في الأرض، فأي الرسل هما؟

وكل الأنبياء والرسل عُذبوا من القوم المرسلين اليهم، إلا هما عَذبا وحرقا القوم المرسلان إليهم، فأي الرسل هما؟

وكل الأنبياء والرسل نشروا دعواتهم بالموعظة الحسنة، إلا هما ينشرانها بالقتل والقنص فقط، فأي الرسل هما؟

وكل الأنبياء والرسل يتبعهم الصالحون والفقراء، إلا هما يتبعهما الفاسدون وأصحاب البطون الممتلئة، فأي الرسل هما؟

وكل الأنبياء والرسل يتبعهم نفر قليل عند بدء الدعوة ثم يزداد التابعون، إلا هما أعلنا عن الملايين عند أول دعوة ثم ما لبس أن انفض الجمع من حولهما، إلا نفر قليل، فأي الرسل هما؟

وكل الأنبياء والرسل حرمت رسالاتهم الخمر والميسر والأزلام، إلا هما ينجذب إليهما أصحاب المعازف والمراقص، فأي الرسل هما؟

وأي دين يدعوان إليه؟

وهل جاءا بالحق أم بالباطل؟

وما هي المناسك والسنن؟ أم إنه دين بلا التزامات؟ عقيدة بلا مبادئ؟

وهل يُوحى لأحدهما من دون الآخر، أم ينزل "الوحل" على كليهما؟

فما علمنا إلا ربا واحدا، وحقا واحدا، ورسولا خاتما.

لقب "سادس الخلفاء الراشدين" لم يعد يجدي نفعا، بل كان وبالا ونذير شؤم لصاحبه، فرئيس اليمن السابق الذي أعلن تابعوه ذلك، ثم أقام مسجدا باسمه، تمهيدا لانتقاله من الخلافة إلى ما هو أكبر، خلعه شعبه قبل أن يدعي النبوة، والقذافي الذي أعلن ذلك أيضا، نحره شعبه.

ولا يوجد إلا "أمير واحد للمؤمنين" – ملك المغرب الحالي، الذي ينص دستور بلاده على أنه "أمير المؤمنين".

فالرئيس المؤمن قد قُتل..

والخليفة السادس قد نُحر..

والأنبياء والرسل لا يُقتلون - كما يعتقدان، ولكن يتوفاها الله..

فمن العقيد الخليفة، إلى المشير الرسول، مرورا بالبكباشي المؤمن..

تاريخ من الخرافات والبدع والضلال، وطمس هوية شعب، وإلباس الباطل ثوب الحق.

فالملايين المغيبة في الوطن العربي، التي آمنت أن عبدالناصر، الذي هُزم في جميع المعارك التي خاضها، وأفقر العباد والبلاد، وقاد القطر المصري للتقسيم، واحتلت مصر في عهده، "زعيم".

تؤمن بأن من يقتل الآلاف والمصلين، رسول.

فكانت النبوة والرسالة، هربا من مصير قد كُتب.

ولكنهما لا يعلمان، أن الدين قد اكتمل.

و أن محمدا خاتم الرسل.

و أنهما آخر رسل العسكر.

فاللهم إنا نبرأ إليك منهما، ومن دعوتهما.

اللهم إن مصر ملأى "بالحدائق"، فاللهم أرسل إلينا "وحشي" وقربنا من "اليمامة".
2
التعليقات (2)
Dr.Khalid
الخميس، 12-03-2015 06:04 م
بيت القصيد ماكتبت وأوجزت فأنجزت وشخصت العله .
ابو مصطفى
الخميس، 12-03-2015 01:52 م
مقال رائع .بوركت