تسببت العملية العسكرية التي قام بها الجيش التركي في قرية آشمة شمالي سوريا، بكشف تناقض الثوابت الشرعية التي ينتهجها تنظيم الدولة، بعد التبريرات التي أطلقها أنصار التنظيم لدخول أفراد الجيش التركي إلى أراضي "الخلافة الإسلامية"، وفقاً لجهاديين.
وقال رموز في التيار الجهادي إن عملية ضريح "سليمان شاه" التي نفذها الجيش التركي فجر اليوم، ونقل على إثرها رفات القبر ورفع العلم التركي في قطعة أرض تحت سيطرة تنظيم الدولة، تعد دليلاً قاطعاً على انحراف منهج التنظيم.
وتداول ناشطون جهاديون تغريدة سابقة لعبدالرحمن المرزوقي؛ أشهر السعوديين في تنظيم الدولة قال فيها، إنه لا يوجد أي قبر في قرية آشمة وأن الموجود هو متحف تاريخي للأتراك غير مقدس ولا معظم، وفق قوله.
ورغم إطلاق تنظيم الدولة أحكام التكفير على الجماعات التي أعلنت عدم نيتها محاربة الجيش الأردني، والتركي، واللبناني، إلا أن بعض أنصار التنظيم المعروفين برروا سكوت التنظيم عن دخول الجيش التركي لأراضيه بأن ذلك من السياسة الشرعية في تنحية الأتراك.
ووفقاً لصحيفة زمان التركية؛ فإن مقاتلي تنظيم الدولة كانوا يقدمون الطعام والشراب لأربعين جندياً تركياً، كانوا يحمون
الضريح، مما اعتبره جهاديون كيلاً بمكيالين من التنظيم، بعد اعتباره جميع الجيوش كافرة، وحماية وإيواء الجنود الأتراك.
وعلق الداعية السعودي
د. عبدالله المحيسني رئيس مركز دعاة الجهاد في سوريا بالقول: "ما حكم إبقاء الضريح كل تلك المدة؟ إن قلتم لم نستطع إزالته؟ قلنا: إذا لم تمكنوا في عقر داركم فكيف تعلنونها خلافة فضلاً عن دولة؟ وإن قلتم لم يكن ضريحاً قلنا ما هذه الصور التي ملأت أبصارنا،
الجيش_التركي_بضيافة_الخليفة".
وأضاف مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن؛ المصري
د. هاني السباعي: "واحسرتاه على منصب الخلافة! لا تَعذرون فهل تُعذرون؟! أحرام على بلابله الدوح ** حلال للطير من كل جنس؟"؛ في إشارة إلى قيام التنظيم بأفعال كفروا بعض الفصائل لفعلهم مثلها.
وقال أحمد القاسم أحد مقاتلي جبهة النصرة: "من الآن فصاعداً إذا أسرك الدواعش فقل لهم إنك تابع للجيش التركي، وستكون في ضيافة 5 نجوم (مع بوسة شوارب)". وغرد حيدرة العتيبي أحد مناصري جبهة النصرة: "ما كنت أتوقع بيجي يوم ألقى الخوارج يحمون أضرحة شركية".
على الطرف الآخر لم تكن ردود مناصري تنظيم الدولة متوحدة على رأي معين كما في القضايا السابقة، ويبدو أن إحجام رموز التنظيم في "تويتر" عن التعليق على عملية الجيش التركي، أحدث نوعاً من التشتت في تغريدات "المناصرين".
ولاحظت "عربي21" أن بعض أنصار تنظيم الدولة لا زالوا يصرون على نفي وجود أي قبر في القرية، بينما ذهب آخرون للقول إن
تركيا رضخت لمطالب التنظيم واضطرت لنقل الضريح إلى تركيا، فيما قال بعضهم إن التنظيم أحسن ضيافة الجنود الأتراك الذين لم يقاتلوا "
الدولة الإسلامية" في يوم من الأيام، وفق قولهم.