سياسة عربية

أوضاع مأساوية فاقمت معاناة اللاجئين السوريين بلبنان (فيديو)

من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان - أرشيفية
من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان - أرشيفية
أعادت حادثة وفاة ثلاثة أطفال من النازحين السوريين في لبنان، جراء احتراق خيمتهم، الأوضاع المأساوية التي يعيشها اللاجئون إلى واجهة الأحداث، لا سيما في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان، والذي تسبب بمفاقمة المعاناة الإنسانية لمئات الآلاف منهم.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام أفادت الخميس أن ثلاثة أطفال سوريين من عائلة واحدة قضوا بمنطقة بحنين في قضاء الضنية شمال البلاد بعد احتراق خيمتهم الخشبية جراء تماس كهربائي، فيما فتحت قوى الأمن تحقيقا لمعرفة الأسباب، في حين أعلن خلال الأيام عن تكرار حالات الوفيات بين الأطفال بسبب البرد، آخرهم رضيعة قضت في منطقة عرسال بسبب تدني درجات الحرارة.

ومع دخول العاصفة الجوية الجديدة إلى لبنان كشف اتحاد الجمعيات الإغاثية عن أوضاع إنسانية صعبة يمر بها النازحون في منطقة عرسال، حيث حصل "عربي21" على تسجيل مصور يظهر جانبا من أوضاع النازحين مع بدء تساقط الثلوج على المنطقة.

هذه الأوضاع دفعت بالهيئات الإغاثية التي تتبع لجمعيات إسلامية، وتعمل في مجال مساعدة النازحين السوريين إلى الإعلان عن خطة طوارئ لمواجهة الآثار المحتملة للعاصفة على أوضاع اللاجئين وحددت احتياجاتها الملحة، من بينها تأمين كميات من الطعام والأدوية والوقود، وتوفير آليات لفتح الطرق المؤدية إلى المخيمات والتي أغلقت بسبب الثلوج.

في هذا السياق تحدث رئيس اتحاد الجمعيات الاغاثية في لبنان الشيخ حسام الغالي عن الأوضاع الإنسانية الصعبة للنازحين السوريين جراء العاصفة الجوية، إذ يشير إلى تسبب هطول الثلوج إلى عزل عدد من المناطق التي يقيم بها عشرات الآلاف من النازحين في ظروف معيشية صعبة يقيمون إما في خيم تفتقر لأبسط مقاومات الحياة، وإما في منازل متهالكة دون وقود أو مواد للتدفئة.

وفي حديث لـ"عربي21" عبر الشيخ الغالي عن مخاوف لدى الجمعيات الإغاثية تجاه أوضاع النازحين إذا ما استمرت العاصفة الجوية وحالت الثلوج دون وصول قوافل الإغاثة للتجمعات التي يقيمون بها.

وتحدث الغالي عن الحاجة الى مبالغ مالية ضخمة "تصل لملايين الدولارات فقط لتأمين مادة المازوت للاجئين لغرض التدفئة"، مشيرا الى استغلال تجار السوق السوداء لحاجة الجميعات الخيرية لهذه المادة ليرفعوا أسعار الوقود بشكل كبير، محذرا في ذات الوقت من تفاقم الأوضاع الانسانية إذا ما استمرت العاصفة.

وعن مسؤولية المنظمات الدولية والدور الذي تقوم به تجاه اللاجئين في هذه الأوقات، قال الغالي: "إن عمل المنظمات الدولية في الكوارث يتميز بالبطء، مذكرا بدورها في معركة عرسال من العام الماضي، حيث انتظرت هذه المنظمات شهرا كاملا لتدخل الى عرسال".

وأضاف: "لا نستطيع أن نعتمد المساعدات الدولية، المنظمات الدولية تعمل وتقدم شيئا، ولكن هم يعملون ضمن ضوابط وشروط معينة لا يستطيعون من خلالها الاستجابة الطارئة لمثل هذه الحالات".

الإجراءات الامنية

غير أن الطبيعية وآثار العاصفة الجوية لا تعد السبب الوحيد في مفاقمة أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، إذ تشكل الإجراءات الأمنية التي بدأتها السلطات اللبنانية في ملف اللاجئين عاملا آخر يشدد من الخناق على رقاب اللاجئين.

وكثفت قوى الأمن والجيش اللبنانيين في الآونة الأخيرة من حملات المداهمة لمخيمات النازحين تحت غطاء الخطة الأمنية التي أعلنت عنها الحكومة اللبنانية في أكثر من منطقة، غالبا ما تشهد اعتقالات لأشخاص تصنفهم القوى الأمنية بأنهم مطلوبون على خلفية انتمائهم لجماعات إرهابية أو الإقامة في البلاد بصفة غير شرعية، حيث يقول حقوقيون وناشطون مدنيون إن الحملات غالبا ما تترافق مع اعتداءات بالضرب أو المعاملة السيئة للاجئين.

كما أدت الإجراءات الجديدة التي تطبقها السلطات على اللاجئين السوريين الموجودين في الأراضي اللبنانية إلى مضاعفة المسؤولية الملقاة على كاهل الجميعات الإغاثية، خاصة مع انضمام لاجئين جدد إلى جيش العاطلين عن العمل بسبب القيود الجديدة.

وفي هذا الشأن يعود الشيخ الغالي ليبدي استغرابه من إصرار السلطات اللبنانية على هذه القيود والإجراءات، على الرغم من تفهمه لما قال إنها "حاجة لبنان إلى إيقاف النزوح من سوريا".

ويتساءل الغالي: "ما معنى أن يُتهم لاجئ بالدخول خلسة إلى لبنان في ظل دخول من قريته إلى قرية لبنانية محاذية من خلال الجبل أو من الطرق المفتوحة بين القريتين، التي كان يسلكها ليزور أقاربه".

وكرر متسائلا: "ما معنى اتهام لاجئ بالدخول خلسة إلى قرية لبنانية بعد أن قصفت قريته على الجانب السوري، فاضطر لأن يغادرها مشيا على الأقدام لثلاث ساعات ويصل لأول قرية يجدها في طريقه، هل كان هناك طريق أخرى ليسلكها في هكذا ظروف".

ولفت الغالي إلى "مفارقة لا أستطيع فهمها، حيث إن اللاجئ السوري حتى يحصل على إقامة في البلاد ينبغي أن يكون مكفولا أو لديه عقد إيجار لمنزل مسجل في البلدية، وعليه أن يدفع مبلغا من المال عن كل فرد من عائلته، وأن يكتب تعهدا بعدم العمل، هذا باختصار مهزلة، هل يسرق ليعيش؟!".




التعليقات (0)