لا زالت الحكومة المحلية في محافظة
كربلاء تمنع مئات العائلات
العراقية الهاربة من المعارك والقصف من جميع مدن وقرى محافظة الأنبار، من دخول مناطقها لليوم الرابع على التوالي، حيث لا تزال هذه العائلات تنتظر على المنافذ الحدوية الأمنية مع الأنبار.
وعلى مدخل سيطرة النتخيب على الحدود الإدارية بين كربلاء والأنبار، يصطف الآلاف في طوابير ضخمة من السيارات والبشر بانتظار السماح لهم بالدخول، وسط زحام كبير بسبب شدة التدقيق الأمني.
ويقول أحمد حميد في حديث لـ"عربي21"، إنه هرب مع أفراد عائلته من ناحية هيت غرب مدينة الرمادي باتجاة كربلاء، وإنهم عالقون منذ يومين في حاجز سيطرة النتخيب ينتظرون السماح لهم بالدخول.
ويضيف حميد أن مئات العائلات محتجزة، وأغلبهم من محافظات ديالى وكركوك والموصل، مشيرا إلى أن أغلب هذه العائلات تعيش أوضاعا يمكن وصفها بالمأساوية في ظل عدم توفّر الماء والطعام في تلك المنطقة الصحراوية، وبينهم نساء ورجال طاعنون في السن ولا يحتملون برودة الشتاء.
وتحدث عن المخاطر والصعوبات التي واجهته في طريق وصوله إلى النتخيب، من مواجهات مسلحة وقصف لطيران التحالف، مناشدا محافظ كربلاء بفتح حاجز المدينة أمام تدفق
النازحين، والتقليل من الإجراءات الأمنية المتعبة، فهم يقصدون كربلاء لأنها المنفذ الوحيد لنجاتهم من الموت.
ويأتي هذا بعد تشديد الحكومة المحلية في كربلاء من إجراءاتها المتخذة عند منافذها الحدودية مع محافظة الأنبار مؤخرا، وشملت منع دخول النازحين من تلك المنافذ، معللة ذلك بالدواعي الأمنية، خشية من تسلل عناصر "الدولة الإسلامية" بين صفوف النازحين من أجل زعزعة أمن المحافظة.
وقالت إدارة المحافظة إنها تسمح للوافدين إلى كربلاء من النازحين أوغيرهم الذين يتدفقون يوميا إلى المدينة بالمئات فقط، بالعبور إلى مناطق أخرى تحت حراسة مشددة، دون أن يُسمح لهم بالاستقرار في المدينة.
من جهته، انتقد أبو عماد، وهو نازح من الموصل، هذه الإجراءات، مطالبا السلطات الأمنية بإلغاء هذا القرار والتخفيف من حدة هذه الإجراءات، والارتقاء إلى حجم الأزمة التي يمر بها أهالي المحافظات الساخنة، والشعور بهم باعتبارهم عراقيين.
يشار إلى أن محافظة كربلاء جنوبي العراق شهدت منذ انهيار الأمن في الموصل وصلاح الدين والأنبار، تدفق أعداد كبيرة من النازحين للمدينة، بلغت أكثر من 10 آلاف أسرة، تسكن في المدارس والمساجد والشوارع وتعاني من قلة المساعدات الإنسانية.