بدأت "
الدولة الإسلامية" في
الرقة، بإزالة الصباغ الأسود الذي يغطي المباني الحكومية التي تتخذ منها مقرات لها، بالإضافة إلى الشوارع والساحات العامة في مدينة الرقة، ليحل مكانه الأصفر والبرتقالي والأبيض. كما قام عناصر "الدولة" بمحو العبارات الإسلامية التي كتبوها في حملتهم الإعلانية، قبل بسط السيطرة بشكل كامل على محافظة الرقة.
وقالت ناشطة من داخل مدينة الرقة، فضلت عدم ذكر اسمها، في حديث لـ"عربي21"، إن "تنظيم الدولة بدأ بحملة واسعة لإزالة اللون الأسود من على مقراته واستبداله بألوان صاخبة كـالأصفر والبرتقالي والأبيض".
وأضافت أن الحملة طالت شوارع المدينة وساحاتها العامة، مثل دوار المشهداني ودوار النعيم وجدران المؤسسات الحكومية التي تتخذ مقرات لـ"الدولة" في الرقة.
كما أشارت الناشطة إلى أنها خلال جولتها في شوارع مدينة الرقة لالتقاط الصور شعرت بالذهول والصدمة للوهلة الأولى عندما شاهدت مجموعة من مسلحي "الدولة" يقومون بطلاء الساحات العامة بألوان زاهية بدلاً من الأسود، التي عبرت عنه بأنه لون "مقيت"، ولم تصدق ما تراه عينيها لشدة تمسك التنظيم باللون الأسود وفرضه على الناس في كل ظروف الحياة.
ويرى مراقبون أن "الدولة الإسلامية" حاولت تمييز نفسها باللون الأسود، وأرادت الانفراد في أحقية امتلاكها عن باقي الفصائل الإسلامية المقاتلة في العراق وسورية، وخاصة تنظيمات مثل جبهة النصرة التي تتخذ هي الأخرى منه لوناً لرايتها. ومنذ بداية نشأة "الدولة" في الجزيرة السورية وريف حلب وإدلب، طلى عناصرها كافة مقراتهم باللون الأسود، حيث تحولت الأبنية إلى كتلة سوداء.
يشار إلى أن الساحات العامة والجدران التي قامت "الدولة الإسلامية" بطلائها بالبرتقالي والأصفر والأبيض هي ذاتها التي طلتها باللون الأسود، والتي سبق أن أزالت عنها كافة الرسومات والصور التي تخص علم الثورة السورية واستبدالها بالراية السوداء في كانون الثاني/ يناير العام 2014.
وكان شباب الحراك المدني قد قاموا بعد تحرير مدينة الرقة من سيطرة قوات النظام السوري، على يد فصائل الجيش الحر ومجموعة من الكتائب الإسلامية في آذار/ مارس 2013، بطلي الجدران بعلم الثورة السورية.