ملفات وتقارير

العاصفة هدى تفرض حظر تجول بلغة التهديد في الأردن

8 ملايين أردني استهلكوا خبز 25 مليونا قبل يومين من وصول "هدى" - الأناضول
8 ملايين أردني استهلكوا خبز 25 مليونا قبل يومين من وصول "هدى" - الأناضول
فرضت السلطات الأردنية حظر تجول على المواطنين الأردنيين يومي الجمعة والسبت، مع تعليق الدوام الرسمي اليوم الأحد، وتأخير دوام الإثنين حتى الساعة الحادية عشرة ظهرا، بعد حالة إغلاق الطرق واستمرار الانجماد التي خلفتها العاصفة القطبية "هدى" التي تضرب بلاد الشام منذ مساء الثلاثاء.
 
وأرسلت دائرة السير بالتعاون مع أمانة عمان (العاصمة) رسائل نصية على هواتف الأردنيين تحذرهم من الخروج إلا للضرورة القصوى، مهددة بسحب رخص القيادة ممن يتجاهل هذا الإعلان، وحددت مديرية الأمن العام الأردني في بيان وصل لـ"عربي21" الحالات الطارئة التي تستوجب الخروج، وهي حالات الإسعاف الطارئة.

ودعت المديرية لضرورة "عودة المواطنين إلى منازلهم قبل حلول المساء، وعدم استخدام مركباتهم للمسير على الطرقات أثناء وجود الانجماد وتحت طائلة المسؤولية وفي حالات الضرورة القصوى".
 
واعتبر المكتب الإعلامي لمديرية الأمن العام في حديث لـ"عربي21" أن هدف هذه الإجراءات "الحفاظ على سلامة المواطنين".
 
ولم تخل لهجة المسؤول الأردني من التهديد والوعيد لمن يخالف التعليمات، حيث هدد وزير الداخلية الأردني حسين المجالي من يخرج من منزله باتخاذ "إجراءات صارمة بحقه"، الأمر الذي أثار حفيظة أردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، رافضين ما أسموه "لغة التهديد" من قبل الوزير الذي قال في تصريح للتلفزيون الأردني إن "وزارة الداخلية ستقوم بمحاسبة كل شخص يعيق عمل الجهات الرسمية في الخروج من منزله لغير غاية ضرورية ملحة".
 
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن تصريحات وزير الداخلية "جاءت على غير هُدى".
 
رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور كانت لهجته أقل حدة، حين قال إن "من يخرج من بيته بدون ضرورة في هذه الظروف الجوية الصعبة يرتكب ذنبا"، داعيا المواطنين والسائقين إلى "عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى".
 
حقوقيا، يرى رئيس جمعية "جذور لحقوق المواطن" فوزي السمهوري في حديث لـ"عربي21" أن ما قامت به الحكومة الأردنية يعتبر انتهاكا لحقوق المواطن، معتبرا تهديد من يخرج إلى الشارع "عبارة عن خطوة استباقية لتغطية أي شكل من أشكال العجز الحكومي للتعامل مع منخفض قطبي".
 
ووصف السمهوري لغة التهديد بأنها "قرار شبه عرفي" قائلا: "من الجيد تحذير الجهات الحكومية للناس من خطورة الانزلاقات، لكن لا يجب أن تكون هذه التحذيرات خاضعة لقرار شبه عرفي بتهديد المواطنين تحت ذريعة فتح الطرق. آن الأوان أن تكف الحكومة عن التصرف كأنها الوصي على الشعب".
  
وفي الوقت الذي أغلقت فيه دائرة السير أغلب شوارع المملكة أمام حركة السير، أطلق الدفاع المدني صفارات الإنذار التي ركبتها مؤخرا في تمام الخامسة من مساء السبت، وبثت من خلالها رسائل إرشادية للمواطنين حول كيفية التعامل مع حالة الانجماد وضرورة عدم الخروج من المنازل.
 
ويأتي هذا الحظر بعدما ارتفعت حوادث السير، ووصلت حسب الناطق باسم أمانة عمان بكر العبادي إلى 285 حادث سير خلال يوم الجمعة الذي بدأ فيه تشكل الجليد، بينما سجل يوم السبت 29 حادثا نتج عنه وفاتان، في حين راجع مستشفيات الأردن ما يقارب الـ25 ألف حالة طارئة، بحسب إحصائيات وزارة الصحة الأردنية.
 
ويقول الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني العميد فريد الشرع، إن المديرية تعاملت مع 1802 من الأشخاص الذين حاصرتهم مياه الأمطار والثلوج، في مختلف محافظات المملكة، نتيجة جنوح مركباتهم عن الطرق وعدم القدرة على استمرار مسيرهم على الطرق.
 
وفاة موظف توصيل في مطعم يثير غضبا
 
وأثارت وفاة موظف يعمل في مطعم "برغر كنج" للوجبات السريعة دهسا في العاصمة عمان، سخطا على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد إجبار المطعم للموظف على العمل رغم تحذيرات الأمن العام.
 
وكانت سيارة ارتطمت بسيارة التوصيل التي يقودها الموظف محمد مسعود أبو خديجة بسبب حالة الانجماد مساء الجمعة، ليخرج منها سالما ويقوم بتفقد مكان الارتطام، ليتفاجأ بسيارة أخرى مسرعة ترتطم به وبشخص آخر وتتسبب بمقتلهما وفق رواية، محمد الشرودي أحد أقارب الشاب.
 
ويعتزم أقارب الشاب مقاضاة المطعم الذي أجبر الموظفين على العمل، في ظل الظروف الجوية السيئة وحالة الانجماد وتحذيرات الأمن العام من عدم الخروج إلى العمل.
 
وهاجم أردنيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي إدارة المطعم التي التزمت الصمت ورفضت التصريح، واعتبر مغردون على "تويتر" ونشطاء على موقع "فيسبوك" أن محمد "ذهب ضحية الرأسمالية والتعدي على حقوق الطبقة العاملة"، مطالبين بمحاسبة إدارة المطعم وسائق السيارة الفارهة التي قتلت الموظف والمواطن الآخر. وأطلق مواطنون صفحة على موقع "فيسبوك" تحت اسم "قاطعوا مطعم برغر كنج".

 ويرى رئيس جمعية "جذور لحقوق المواطن" فوزي السمهوري أن "الحكم بين العمل وأرباب العمل هو قانون العمل الأردني الذي نص على عدم جواز فرض العمل على العامل، في ظروف قد تشكل خطرا على سلامته، وإن إجباره على العمل في مثل هذه الظروف يشكل انتهاكا لحق العامل بالحفاظ على حياته".
  
ترحل العاصفة "هدى" عن الأردن وتترك خلفها أسئلة حول التعاطي الحكومي مع الأزمات، في بلد استهلك ساكنوه، البالغ تعدادهم ثمانية ملايين، خبزا يكفي 25 مليون نسمة قبل يومين من المنخفض القطبي.. ليثار سؤال كيف ستتعاطى المملكة مع أحداث أكبر من منخفض قطبي؟
التعليقات (1)
عياد السلطان
الأحد، 11-01-2015 12:48 م
قرار حكيم وجرئ هدفه الحفاظ على ارواح المواطنين وممتلكاتهم وليس كما ذكر بانه قرار عرفي فكل التحيه لمن اصدر القرار وتحيه خاصه لمن عملو في هذا الظرف الطارئ لديمومة الحياه