لم تتوقف قذائف المدفعية وصواريخ الراجمات التي تطلقها المليشيات المدعومة بقوات الأمن
العراقي بكثافة على أحياء مدينة
الفلوجة منذ قرابة العام، دون أن تميز بين مدنيين عزل أو مقاتلين يحملون السلاح، الأمر الذي زاد من خوف سكان مدينة الفلوجة المحاصرين
ومعاناتهم ، وأثر سلبا على مفاصل الحياة في إحدى أهم مدن غرب العراق.
ويروي أبو عدنان، وهو أحد سكان حي العسكري، معاناة أهالي الحي لـ"عربي21" قائلا: إنهم "لا يأمنون الخروج نهارا للتبضع أو مزاولة أعمالهم بشكل طبيعي، بسبب سقوط قذائف المدفعية والصواريخ التي تلقيها الطائرات المروحية على الحي في أي لحظة، مخلفة وراءها عشرات الشهداء والمصابين بين صفوف السكان المدنيين".
ويضيف أنه: "حتى الليل لم يعد سكونه يمثل لنا الراحة والطمأنينة في منازلنا، فقد أصبح أكثر رعبا وخوفا، وأكثر ما يشغل تفكيرنا هو أن ننام ولا نستيقظ صباحا، أو نصبح جثة مقطعة الأشلاء".
ويعتبر القاطع الجنوبي من مدينة الفلوجة من أكثر الأحياء التي تتعرض للقصف بالمدفعية الثقيلة، حيث يقول ناشطون من الحي، إن: "
القصف ألحق الدمار والضرر بمحال المواطنين التجارية في هذا الحي، علما أنه يخلو من أي تواجد للمسلحين".
وبينوا أن الطائرات التي تجوب سماء الفلوجة ليلا ونهارا تعرف بالضبط أين مكان تواجد المسلحين، ولم نسمع أنها قصفت أي هدف لهم، مبينين أنه لا يمكن التجوال في الحي والأحياء الأخرى لحجم الدمار الذي خلفه القصف.
أما أم عائشة، وهي من حي النعيمية، فتروي معاناتها اليومية مع القصف وقذائف الهاون وصوت المروحيات العسكرية، قائلة: "حالة الرعب والفزع بين الأهالي تكاد لا تفارقهم عقب كل قصف، وما يزيد من رعبنا هو التحليق المكثف لطيران
الجيش العراقي الحربي".
وأضافت أن ابنها الصغير وليد كان يهرب ليضع رأسه تحت الوسادة، وهو يرتعش خوفا عند سماعه صوت قذائف المدفعية وهي تتفجر على رؤوس ساكنيها وصدى القصف.
مع بداية عام 2015، استقبل مستشفى الفلوجة العام، أكثر من 50 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح نتيجة سقوط سلسلة من قذائف الهاون على منازلهم في أحياء متفرقة من المدينة، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة واحدة، فضلا عن 30 جريحا آخرين، بينهم تسعة أطفال وخمس نساء.
ويرى أغلب سكان الفلوجة أن سبب لجوء المليشيات وقوات الأمن لقصف أحياء المدينة الآمنة، هو فشل القوات الحكومية العراقية مرارا من اقتحامها والسيطرة عليها، فبدأت تكثف القصف لإلحاق الأذى بالأهالي وزيادة معاناتهم، وأن القصف لا تنحصر آثاره السلبية بقصف الأماكن التجارية ودور المدنيين وترويعهم وحسب، بل تشمل أيضا استهداف المشافي الميدانية.
وأشار السكان أيضا إلى أن الحالة الإنسانية والطبية تفاقمت وبشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين مع استمرار إغلاق الطرق والمنافذ المؤدية إلى الفلوجة.