وثَّقت الشبكة
السورية لحقوق الإنسان اعتقال قوات
النظام السوري ما لايقل عن 450 مسيحيا، بينهم 28 امرأة منذ اندلاع
الأزمة السورية في آذار/ مارس 2011 وحتى اليوم، مشيرة إلى أن هذا الرقم "هو الحد الأدنى الذي تمكنت من معرفته، لصعوبة معرفة عدد القتلى أو المعتقلين".
وسجلت الشبكة في تقرير صادر عنها اليوم إفراج النظام عن قرابة 185 شخصا، بينهم 19 امرأة، في حين لا زال البقية محتجزين، أكثر من نصفهم في عداد المفقودين قسريا، حيث لم تعد تتوافر لدى ذويهم أو لدى الشبكة أي معلومات عنهم.
وأوضحت الشبكة أن "عمليات الاعتقالات التعسفية جرت دون أي مذكرة قانونية أو اطلاع المعتقل أو أهله بأسباب
الاحتجاز أو مكانه، وشملت مختلف المحافظات السورية، وبشكل خاص الحسكة، والقامشلي، وحلب، ودمشق، وحماة، وحمص، وطالت سياسيين ونشطاء سلميين، وقادة رأي، في قوى الحراك السياسي والمدني"، مشيرة إلى أنها رصدت "حالات خطف ارتكبتها ميليشيات محلية، وميليشيات شيعية خارجية، حصلت بهدف الابتزاز المادي وطلب فدية مالية ضخمة مقابل الإفراج عن المختطفين".
وذكرت الشبكة في تقريرها الذي حمل عنوان "المعتقلون السوريون
المسيحيون.. بين استبداد القوات الحكومية وإرهاب التنظيمات المتشددة" أن كثيرا من حالات الاعتقالات جرت لدى مداهمة مراكز تجمعات سياسية واعتقال أفرادها، وتخريب ونهب محتوياتها، ومن أبرز تلك الحوادث:
- اقتحام مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية (حزب سياسي معارض) من قبل فرع الأمن السياسي في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، في 20 آيار/ مايو 2011، حيث اعتقل 13 شخصًا ما بين قيادي، وناشط مدني، على خلفية مشاركتهم بمظاهرة سلمية.
- اعتقال (وسام.م) وهو شاب مسيحي من حي باب توما في دمشق (33 عامًا)، وهو متطوع في فرع دمشق للهلال الأحمر السوري من قِبَل الأمن العسكري في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2013، حيث اقتادوه إلى فرعهم رقم 215 الكائن في منطقة كفر سوسة في دمشق وهناك تعرض للتعذيب، والمعاملة العنصرية، خلال شهرين قضاهما في المعتقل، وأطلق سراحه بعد أن توسط له رجل دين مسيحي مشهور لدى السلطات السورية.
ومن أبرز المحتجزين المسيحيين لدى السلطات السورية بحسب تقرير الشبكة:
- كبرئيل موشي كورية: من مواليد مدينة القامشلي عام 1962، مهندس زراعي ومسؤول المكتب السياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية، اعتقل في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2013، موجود حاليًا في سجن عدرا المركزي، ويحاكم لدى محكمة الإرهاب بتهمة "تشكيل حزب سياسي غير مرخص، وإثارة العصيان المسلح، وتغيير الدستور بطريقة غير شرعية، ووهن نفسية الأمة".
- سعيد ملكي: نائب رئيس حزب الاتحاد السرياني، اعتقل في القامشلي في 12 آب/ أغسطس 2013.
- سمير يوسف إبراهيم: قيادي في المنظمة الآثورية الديمقراطية من مواليد 1 حزيران/ يونيو 1955، في القامشلي، متزوج ولديه ثلاث بنات وولد وحيد، وهو طبيب مختص في الأذن والأنف والحنجرة، اعتُقِلَ على أحد الحواجز العسكرية على طريق دمشق بيروت في 25 تموز/ يوليو 2014، ونقل لاحقًا إلى مقر الفرع 251 التابع لجهاز أمن الدولة (الفرع الداخلي)، وتعتقد الشبكة أنه مازال محتجزًا هناك إلى الآن.
- المحامي خليل معتوق: المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، وهو من أوائل الأعضاء في نقابة المحامين السوريين، ودافع عن المعتقلين السياسيين أمام محكمة أمن الدولة العليا والمحاكم الأخرى، واعتقلته السلطات السورية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2012 من منطقة صحنايا بريف دمشق على أحد الحواجز الأمنية أثناء توجّهه إلى مكتبه وسط العاصمة دمشق، ومكانه غير معروف بالنسبة للشبكة حتى تاريخ صدور التقرير، ويُعاني من اعتلال في الرئة.
- ابتسام رفيق سكرية (46 عاما): اعتقلت مع ابنتها ماري جوزيف، في 24 تموز/ يوليو 2013، وأطلق سراح الأخيرة ضمن صفقة تبادل مع راهبات معلولا، التي جرت بين جبهة النصرة والسلطات السورية العام الماضي، ولا تتوفر لدى الشبكة معلومات تُبيّن ما إذا كانت "سكرية" قد أطلق سراحها، أو مازالت محتجزة حتى اليوم.
وتعرض بعض أهالي المناطق والقرى التي يدين سكانها بالمسيحية للاعتقال والتعذيب وعلى خلفية طائفية، وذلك بهدف التهجير، ما أجبرهم على النزوح إلى مناطق أخرى، كما حصل عندما سيطرت الدولة الإسلامية على محافظة الرقة، وأجزاء واسعة من مدن دير الزور، والحسكة، وريف حلب.
ومن أبرز الشخصيات المسيحية التي تعرضت للاختطاف في سوريا الأب باولو دالوليلو، إيطالي الجنسية، يبلغ من العمر 59 عامًا، وهو ناشط سلام يدعو للحوار بين الأديان، وتنقل في محافظات سورية عدة قبل الأزمة وأثناءها، واختطف في 7 تموز/ يوليو 2013 لدى توجهه إلى مدينة الرقة، من أجل لقاء عناصر من الدولة الإسلامية، ولايزال مصيره مجهولا.
كما وثقت الشبكة السورية ما لا يقل عن عشر حالات اعتقال لأشخاص مسيحيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، في كل من إدلب وحلب، ولا تتوفر أي معلومات عنهم حتى اللحظة.
ومن أبرز تلك الشخصيات:المطران بولس يازجي والمطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم: اختطف المطران بولس يازجي، رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب، والمطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم، رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب، في 23 نيسان/ أبريل 2013، من قبل مسلحين لم يتم تحديد هويتهم، وذلك أثناء وجودهما في بلدة المنصورة بريف حلب الغربي.