أحرق محتجون رافضون لفوز الباجي قايد السبسي، برئاسة تونس الاثنين، مقر حزب "نداء تونس" في محافظة تطاوين، جنوب البلاد.
وكانت الاحتجاجات في البداية سلمية، لكن عندما انطلقت أفراح أنصار السبسي، بإطلاق الشماريخ ورفع شعارات مهينة لمنافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي وأنصاره، تطوّر الأمر إلى إغلاق الطريق الرابط بين محافظتي مدنين وتطاوين، حيث تجمعت حشود غفيرة توجهت مباشرة إلى مقر "نداء تونس" بتطاوين، الذي تم حرقه بالكامل والعبث بمحتوياته.
وقال شباب محتجون، إنهم يشعرون "بمرارة الهزيمة والخوف من المستقبل" ومصير تونس في ظل عودة رموز النظام السابق، حسب قولهم. ولم تتواجد أي قوات أمن وقت وقوع الحادثة.
المرزوقي يدعو لنبذ العنف والحفاظ على السلم
من جهته، دعا الرئيس
التونسي المنتهية ولايته، والخاسر في الانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي، إلى نبذ العنف والدفع للحفاظ على السلم الاجتماعي إثر احتجاجات اتسعت رقعتها في مدن بالجنوب التونسي.
وجاءت دعوة المرزوقي في بيان نشره في صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "دعوة إلى نبذ العنف والدفع للحفاظ على السلم الاجتماعي".
وقال المرزوقي في البيان: "أتابع بانشغال بعض التحركات غير السلمية هنا وهناك في علاقة بنتائج الانتخابات، وأدعو الجميع إلى الكف عن أي شكل من أشكال التحريض والتشنيج، خاصة في هذا الظرف الحساس".
وتابع: "إخواني أخواتي، إن نجاح الانتخابات وإتمام المرحلة الانتقالية بحد ذاته مكسب كبير لكل التونسيين مهما اختلفت خياراتنا وتوجهاتنا، ويجب علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وتغليب المصلحة العليا للبلاد على أي حسابات أخرى. أدعوكم إلى مزيد من التآخي والتماسك و التسامح وستبقى تونس أمانة بين أيدينا".
وانطلقت ليلة البارحة الأحد بمدينة ''الحامة'' من محافظة قابس (جنوبا) احتجاجات رافضة لنشر نتائج الانتخابات الرئاسية من طرف شركات سبر الآراء، قبل أن تعلن عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وشهدت مدينة بن قردان بمحافظة مدنين (جنوبا) اليوم الاثنين احتجاجات على التعامل الأمني مع محتجي ''الحامة''، فيما حرق محتجون آخرون مقر "
نداء تونس"، حزب الفائز في الانتخابات الرئاسية الباجي قايد السبسي، رافضة فوزه في الانتخابات.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، اليوم، انتخاب الباجي قايد السبسي، مرشح حزب نداء تونس، رئيسا للجمهورية، إثر حصوله في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية على نسبة 55.68 بالمائة من الأصوات مقابل 44.32 بالمائة لمنافسه المنصف المرزوقي، المرشح المستقل والرئيس المنتهية ولايته.
وبانتخاب السبسي، تنهي تونس التي توصف ببلد "الديمقراطية الفتية''، ومفجرة ثورات "الربيع العربي"، مرحلة الانتقال السياسي التي انطلقت منذ ثورة 2011 التي أسقطت نظام الرئيس زين العابدين بن علي، إثر احتجاجات شعبية ضده، لتدخل عمليا اليوم في ما يمكن أن يطلق عليه "الجمهورية الثانية".