سياسة عربية

إيران: السعودية "خائنة" لنا وللعالم الإسلامي

فارس: "التحديات والصراعات" بين إيران والسعودية تزداد عمقا واتساعا - عربي21
فارس: "التحديات والصراعات" بين إيران والسعودية تزداد عمقا واتساعا - عربي21
اعتبرت وكالة فارس الإيرانية المملكة العربية السعودية "خائنة" بحق إيران والشعوب العربية، لأنها "تجسد مساعي آل سعود الحثيثة لمواجهة ازدياد قوة إيران ونفوذها المتنامي في المنطقة والعالم"، على حد تعبيرها. 

وقالت وكالة فارس، في تقرير شديد اللهجة، إن هذه الخيانة لن تبقى خافية عن أعين المسؤولين الإيرانيين، وأن العالم الإسلامي "سينظر بغضب الى هذا التوجه، لأن الجميع شهد التغيير في السياسة الخارجية لإيران للتقارب مع السعودية والحد من التوتر بين الجانبين، ورصدوا في المقابل جيدا سياسات السعودية خلال العام الماضي ضد إيران وشعوب المنطقة، بما فيها لبنان وسوريا واليمن والبحرين ومصر". 

وتحدث تقرير فارس عن الخطوات التي اتخذتها إيران للتقارب مع السعودية، و"الخطاب الودي" الذي أعلنه الرئيس حسن روحاني في مؤتمره الصحفي الأول، الذي اعتبر فيه أن إيران ليست جارة وشقيقة مع السعودية وحسب، بل إن قبلة المسلمين تقع هناك، معلنا أن إيران لها "علاقات وثيقة جدا من الناحية الثقافية والتاريخية والإقليمية، وأن مئات الآلاف من مواطنينا يتوجهون الى بيت الله الحرام سنويا، وأن عددا كبيرا أيضا من رعايا السعودية يزورون إيران"، معتبرا أن الأرضية متوفرة ومهيَّأة للتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي بين البلدين.

وقالت "فارس" إن هذه التصريحات أدت لـ"كسر الجليد بين البلدين"، إذ أبدى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل "رغبته وبلاده لتحسين العلاقات مع إيران، وتحدث عن إرسال دعوة إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة الرياض، حيث وصفتها بعض وسائل الاعلام بأنها زلزال سياسي؛ نظرا لماضي العلاقات المتّسمة بالخصام بين ايران والسعودية".

ونقل التقرير تصريحات الفيصل بأن "إيران بلد جار، ولدينا علاقات وحوار معه على أمل تسوية الخلافات بطريقة ترضي الطرفين"، متأملا أن تكون إيران جزءًا من مشروع يوفر الأمن والازدهار للمنطقة، على حد قول الفيصل. 

وقالت "فارس" إن المفاوضات النووية هي التي قلبت الأوضاع و"عقدتها" بالنسبة للسعوديين، إذ أعلنت أنه "سلب النوم من جفون المنطقة". قبل إصدار السعودية بيانا يعلنون فيه أنهم يأملون أن يكون هذا الاتفاق خطوة في إطار نزع السلاح النووي من المنطقة، وعدة زيارات قام بها الفيصل ليطّلع على مجريات المفاوضات و"إبداء قلقه"، مشيرة إلى أن العديد من دول المنطقة أعربت عن تفاؤلها بهذا الاتفاق، وقدمت التهاني في بيانات رسمية.

واعتبرت الوكالة أن السعودية شعرت بخطر أكبر من احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي و"اعتراف أمريكا والعالم رسميا بقوة إيران النووية"، ما دفعها لـ"تكثيف نشاطاتها المعادية لإيران، ومن أهمها البدء بحرب نفطية من خلال زيادة إنتاج النفط بهدف خفض الأسعار، وبالتالي التسبب بخسارة إيران أكثر من ثمانية مليارات دولار في العام القادم"، والتسبب بضربات للاقتصاد الروسي والإيراني، فضلا عن أنه سيترك أثرا سلبيا على العديد من الدول النفطية، بما فيها العراق والكويت وفنزويلا، دافعة السياسيين الإيرانيين الذين كانوا يرون العلاقات مع السعودية أولوية في سياستهم الخارجية إلى عدّ ذلك "خيانة للمنطقة والعالم الإسلامي، وأنها لن تخفى عن أعين شعوب المنطقة".

وأضاف تقرير "فارس" أنه "يبدو أننا كلما اقتربنا أكثر الى الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، تزداد التحركات السعودية المنفعلة الغاضبة التي تعد نوعا ما انتحارا سياسي في العالم الإسلامي"، مؤكدة أن "آل سعود سيضطرون إلى تقبل إيران النووية تبعا لأمريكا، لكن إلى ذلك الحين فإن هذه التحديات والصراعات تزداد عمقا وسعة يوما بعد يوم".

يذكر أن خفض أسعار النفط، وفقا لصندوق النقد الدولي، أدى إلى خفض صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات من 2.5 مليون برميل/ يوميا في 2011 إلى 1.1 مليون برميل في عام 2013 بعد تشديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات ضد صادراتها النفطية، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وهذا يعني أن إيران تفقد نحو 400 مليون دولار في السنة إذا تراجع سعر برميل النفط بقيمة دولار، مع العلم أن البرميل فقد نحو 42 دولارا خلال ستة أشهر، الأمر الذي يشكل عليها ضغوطا للتوصل لاتفاق مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل قبل الموعد النهائي للمحادثات المقررة في نهاية حزيران/ يونيو 2015، ويؤدي عدم التوصل إلى اتفاق إلى انكماش الاقتصاد الإيراني وحدوث اضطرابات اجتماعية.
التعليقات (2)
علي
السبت، 20-12-2014 11:29 م
ضية إيران كونترا (بالإنجليزية: Iran–Contra affair) التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران الماسة لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق وذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان، حيث كان الاتفاق يقضي ببيع إيران عن طريق الملياردير السعودي عدنان خاشقجي ما يقارب 3,000 صاروخ "تاو" مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكان المحتجزين في لبنان. وقد عقد جورج بوش الأب عندما كان نائباً للرئيس رونالد ريغان في ذلك الوقت، هذا الاتفاق عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس، اللقاء الذي حضره أيضاً المندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية "الموساد" "آري بن ميناشيا"، الذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل إلى إيران. وفي آب/أغسطس من عام 1985، تم إرسال 96 صاروخاً من نوع "تاو" من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 انطلقت من إسرائيل، إضافة لدفع مبلغ مقداره 1,217,410 دولار أمريكي إلى الإيرانيين لحساب في مصرف سويسرا يعود إلى تاجر سلاح إيراني يدعى "غوربانيفار". وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1985، تم إرسال 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل، تبعها 62 صاروخاً آخر أرسلت من إسرائيل.
علي
السبت، 20-12-2014 11:22 م
لقد نسي ملالي طهران خيانت ايران للعالم العربي والاسلامي عندما تحالفت مع الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الامريكية وعلى لسان محمد على ابطحى نائب الرئيس الايرانى للشؤون القانونية والبرلمانية فى ختام اعمال مؤتمر عقد بامارة ابوظبى ان بلاده قدمت الكثير من العون للامريكيين فى حربيهم ضد افغانستان والعراق