اعتقل أحد الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري 14 شابا على الأقل من أبناء مدينة
دوما أثناء تواجدهم ضمن مراكز إيواء النازحين في ضاحية قدسيا، بعد أسبوعين من خروجهم من المدينة عن طريق معبر الوافدين شمال شرق مدينة دوما.
وقال مصدر ميداني من داخل ريف
دمشق الشرقي، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "قرابة 14 شابا من أبناء
الغوطة الشرقية تم اعتقالهم أثناء تواجدهم مع أهاليهم في المراكز الخاصة بإيواء النازحين في العاصمة دمشق، والذي يضم حوالي 80 عائلة من أهالي الغوطة الشرقية في مهجع واحد، كانوا قد خرجوا جميعهم الأسبوع الماضي إثر وساطة شخصيات معروفة موالية لحكم الأسد من مدينة دوما، وذلك بعد إعطائهم الأمان على حياتهم بعدم التعرض لهم".
ولا تزال شخصيات "
المصالحة" تعمل على إخراج الأهالي ضمن آلية محددة، تفرض على الراغب بالخروج من الغوطة الشرقية إلى العاصمة دمشق تسجيل اسمه وأسماء أفراد عائلته لديهم، وبعض المعلومات المطلوبة، ثم يتم تحديد مقابلة لهؤلاء الراغبين بالخروج، بحسب المصدر.
وأضاف المصدر أنه تم
اعتقال الشبان من قبل فريق التحقيق الخاص بالمركز بعد وصول العائلات إليه والتحقيق مع الجميع، بمن فيهم الأطفال، كل على حدة، بحسب الاتصالات المسربة مع الأهالي.
وأشار المصدر أن 50 مدنيا من الجرحى لقوا مصرعهم قبل ثلاثة أيام أثناء محاولتهم الخروج تسللاً من بلدات الغوطة الشرقية، بسبب إطلاق الرصاص المباشر عليهم من قبل قناصة النظام السوري على الطريق الخارج من ريف العاصمة دمشق الشرقي المحاصر.
وكان مجموعة من الجرحى والمسعفين يقدر عددهم جميعاً بنحو 70 شخصا، حاولوا الخروج من طريق "ميدعا – القلمون"، عند بلدة العتيبة التي يتقاسم الثوار وقوات النظام السوري السيطرة عليها، وذلك تسللاً عبر طريق خطر ملغم تترصده قوات النظام، ويخضع للمراقبة من خلال منطقة عدرا الصناعية وبعض القطع العسكرية للنظام السوري هناك، بحسب مصادر ميدانية خاصة من داخل الغوطة الشرقية. وبعد وصول المجموعة إلى منطقة الفروسية شمال بلدة العبادة شرق الغوطة، أثناء محاولتها الخروج، تمكنت قوات النظام من الإيقاع بها وقتل 50 شخصاً وجرح الآخرين الذين لاذوا بالفرار.
وقال طبيب مشرف على إحدى المشافي الميدانية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في اتصال خاص معه، إن الأشخاص الذين حاولوا الخروج والبالغ عددهم 70 جريحاً، قرروا ذلك بعد استعصاء دخول الأدوية إلى الريف المحاصر، وقلة عدد القائمين على النقاط الطبية من الكوادر الطبية (مسعفين وأطباء)، في محاولة منهم للنجاة.
يشار إلى أن قرابة 170 شخصاً ما بين عناصر من الثوار ومدنيين وجرحى، لقوا حتفهم جميعاً على نفس هذا الطريق قبل 9 أشهر، عندما كانوا يحاولون الخروج من بلدات الغوطة الشرقية ليلاً متجهين إلى خارج الغوطة عن طريق العتيبة. وبدأ كمين قوات النظام، بعد مسيرة نحو ساعتين، بتفجير الألغام والقصف المباشر بالآليات الثقيلة، ثم رشاشات 23 ثم راجمات الصواريخ، وثم تمشيط الطريق بالكامل بحسب ما روى أحد الناجين من أصل ثلاثة كانوا معه تمكنوا من العودة والهروب من مصيدة قوات النظام. فقد انقسمت القافلة التي حاولت الخروج حينها إلى قسمين، الأول 30 جريحا كانوا بحاجة للعلاج خارج الغوطة، والثاني 40 عنصرا من الفصائل المقاتلة لحماية القافلة، بعضهم من أبناء الغوطة الشرقية، والبعض الآخر من مناطق أخرى، بينهم عناصر منشقون عن قوات النظام السوري أرادوا الذهاب إلى بلداتهم. كما كان ضمن القافلة نحو 100 مدني خرجوا بهدف الهروب من الحصار المطبق على الريف الدمشقي.