حقوق وحريات

غضب صحفي لاعتقال رئيس تحرير "الإسلاميون" بمصر

عبدالعال يرفض اعتبار السلفية حكرا على أحد ـ أرشيفية
عبدالعال يرفض اعتبار السلفية حكرا على أحد ـ أرشيفية
تسود موجة من الغضب حاليا بين الصحفيين المصريين من جراء اعتقال أجهزة الأمن، الثلاثاء، الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الإسلامي علي عبد العال رئيس تحرير موقع "الإسلاميون"، بتهمة الانتماء إلى جماعة "إرهابية".
 
وتقدمت زوجة عبدالعال بشكوى إلي نقابة الصحفيين المصريين للتدخل لمعرفة سبب توقيفه، فيما لم يعرف أصدقاؤه سبب اعتقاله، إذ تم اصطحابه إلى قسم دار السلام، دون أن يتم عرضه على النيابة العامة.
 
ولدى اقتحام قوات الأمن لمنزله فجر الثلاثاء اعتقلت معه شقيقي زوجته (صهريه)، اللذين تصادف زيارتهما للأسرة، وهما: باسم أحمد محمد متولى، ومحمد أحمد محمد متولي المحامي، والقيادي بحزب التوحيد العربي، وذلك بعد العبث بالمنزل بطريقة همجية، بحسب رواية الزوجة.
 
وأدانت حركة "صحفيون من أجل الإصلاح" اعتقال عبد العال. وأشارت إلى أنه في اليوم الذي يتطلع المجتمع الصحفي فيه إلى اتخاذ خطوات جدية للإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين، ويشارك في انتفاضة السجون في موجته الثالثة، تبادر سلطة الانقلاب العسكري بزيادة أعداد المعتقلين في السجون من أبناء السلطة الرابعة.
 
وحملت الحركة -في بيان لها- مجلس نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة واتحاد الصحفيين العرب المسؤولية عن استمرار مذبحة الصحافة في مصر، بينما تطلق قرارات عليا للإفراج عن صحفيين أجانب خوفا من الخارج، في تأكيد واضح لاختلال الموازين، وغياب أداة الضغط المصرية على متخذي القرار المغتصبين له لإنهاء الظلم الواقع على أبناء المهنة، على حد تعبيرها.
 
كما أدان أبو بكر خلاف، نقيب الإعلاميين الإلكترونيين اعتقال على عبد العال. وقال -في بيان أصدره- إن موقف النقابة واضح، وهو رفض مثل هذه الإجراءات التي تحد من حرية الرأي والتعبير.
 
وأضاف: حاولنا جاهدين التواصل مع جهات أمنية لمعرفة ملابسات احتجازه دون جدوى.
 
وحذر أبو بكر من أن كون عبدالعال ليس عضوا بنقابة الصحفيين، يجعل من السهولة توجيه السلطات اتهامات إليه بانتحال شخصية صحفي، وترويج أفكار لقلب نظام الحكم، إلى آخر هذه الاتهامات، وفق قوله.
 
وبينما لم يصدر عن الجهات الأمنية بيان بأسباب القبض عليه، ربط مراقبون بين اعتقال عبدالعال والاعتقالات العشوائية التي تقوم بها أجهزة الأمن حاليا بحق أعداد كبيرة من المحسوبين على التيار السلفي الذي يحلق بعيدا عن "الدعوة السلفية" لإفشال التظاهرات التي دعت إليها يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، تحت شعار: "انتفاضة الشباب المسلم".
 
وقال أسامة عبدالرحيم، وهو إعلامي قريب من رئيس تحرير "الإسلاميون": إن عبدالعال ينتمي فكريا للدعوة السلفية بالإسكندرية بحكم نشأته ومولده؛ إلا انه غير تنظيمي على الإطلاق، مضيفا أنه كان مهتما بمتابعة أنشطة الجماعات الإسلامية المختلفة.
 
وأطلق عدد من الإسلاميين وصف "السلفي ناقد السلفية"، على عبدالعال مشيرين إلى أنه يُعد واحدا من النماذج الصحفية السلفية النادرة التي لا تجد بأسا في توجيه النقد اللاذع لمشايخ التيار السلفي، هادما بذلك مبدأً مستقرا لدى هذا التيار هو عدم انتقاد مشايخهم، واعتبار ذلك من إساءة الأدب.
 
وأشاروا إلى أنه بعد تأييد "الدعوة السلفية" لـ"خارطة الطريق" في 3 تموز/ يوليو 2013، شن عبد العال هجوما لاذعا على موقفها، وكان من آخر ما كتبه مقال بعنوان: "السلفية ليست حكرا لأحد"، وذلك بعد بيان للدعوة السلفية هاجم كلا من "الجبهة السلفية" و"تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب"، إذ رأى عبد العال أن "الدعوة السلفية" باتت ترى السلفية حصريا عليها وحدها، أو وقفا خاصا بها.
 
ويعمل عبدالعال بالصحافة منذ سنوات، وكان مساهما ومشاركا في قسم "الإسلاميون" بموقع "إسلام أونلاين"، وله أبحاث عدة منشورة عن الحركة الإسلامية، ويرأس حاليا تحرير موقع "إسلاميون"، وغير منتم لأي تنظيمات سياسية أو حزبية.
التعليقات (0)