صحافة دولية

معلق بريطاني: من سيتولى العرش من أحفاد ابن سعود؟

 جيرالد بات: عملية الخلافة تتم باتفاق الأمراء البارزين في عائلة آل سعود - أرشيفية
جيرالد بات: عملية الخلافة تتم باتفاق الأمراء البارزين في عائلة آل سعود - أرشيفية
تساءل المعلق البريطاني جيرالد بات في مقال على موقع "بي بي سي" باللغة الإنجليزية عن مسألة  الخلافة للعاهل السعودي، التي تحولت لصراع أميري.

وقال بات، الذي عمل مراسلا لـ"بي بي سي" في الشرق الأوسط، ويعمل حاليا في  مركز "أوكسفورد أناليتكال أند بيتروليوم بوليسي إنتليجنس"، إن السعودية تعد بلدا مهما ومؤثرا وكبيرا، وهي حارسة للحرمين الشريفين، وتعد نفسها قائدة للسنة في أنحاء العالم كله. 

ويضيف أن المملكة تعد لاعبا مهما في محاولات منع إيران الشيعية بسط نفوذها في الشرق الأوسط، وهي، أي السعودية، من أكبر منتجي النفط في العالم.

ويرى بات أنه بناء على ما سبق، فعملية الخلافة تتم باتفاق الأمراء البارزين في عائلة آل سعود التي تحكم البلاد.

ويشير الكاتب إلى أنه في الوقت الحالي سيخلف الملك عبدالله على كرسي الحكم الأمير سلمان بن عبد العزيز، وفي حالة توليه السلطة فسيكون الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذي عُين نائبا لولي العهد، الرجل التالي على عرش الحكم في البلاد بعد الأمير سلمان.

ويبين الموقع أن الرجال الثلاثة هم أبناء المؤسس الملك عبد العزيز بن سعود، الذي يشار إليه في العادة بابن سعود، وتوفي عام 1953. وحكام البلاد الخمسة بعده جاءوا من بين أبنائه الذين يعدّون بالعشرات. لكن هذه الترتيبة لا يمكن أن تستمر وللأبد.

ويلفت الكاتب للتحديات التي تلوح في الأفق، فالأمير مقرن، وهو في الستينيات من عمره، هو من أصغر أبناء ابن سعود، وهناك بعض إخوة مقرن غير الأشقاء، وبينهم الأمير أحمد وهو الأخ الشقيق للأمير سلمان، لا يزالون على قيد الحياة.

فالأمير أحمد وسلمان هم من تبقى ممن يطلق عليهم السديرون السبعة، أي أبناء زوجة ابن سعود المفضلة حصة السديري. وحتى وقت قريب كان السديريون السبعة يعدون أقوى تحالف من بين أبناء ابن سعود.

ويجد بات أن الافتراض الشائع اليوم هو أن ترفيع الأمير مقرن إلى مرتبة نائب ولي العهد يعني أنه سيكون آخر أبناء الملك ابن سعود ممن يجلسون على العرش، لكن هذا الافتراض قد لا يكون عاما؛ لأن الأمير أحمد قد يؤكد حقه في الملك بناء على عمره.

ويعتقد الكاتب أن الخطوة غير المسبوقة، التي اتخذها الملك عبدالله لتعيين نائب لولي العهد، قصد منها  تسهيل عملية انتقال السلطة، ودون مشاكل في المستقبل.

ويتابع بات بأنه قد توفي وليان للعهد، وهما الأمير سلطان ونايف، قبل أن يصبحا ملكين، وفي الوضع الحالي، فالملك عبدالله كبير في العمر وضعيف، فيما يعاني الأمير سلمان من مشاكل صحية.

ويذكر التقرير أن اجتماعا عُقد لمجلس البيعة، وهو الهيئة التي يشارك في عضويتها أبناء ابن سعود وأحفاده، في آذار/ مارس 2014، من أجل حل المشكلات المتعلقة بالخلافة، وقام المجلس بمباركة قرار الملك عبدالله ترفيع الأمير مقرن لرتبة ولي ولي العهد، والتأكيد أن قرار الملك غير قابل للإلغاء.

ويستدرك بات أنه مع ذلك لم يوافق كل الأمراء على تعيين الأمير مقرن، ومن المتوقع أن تظهر خلافات الرأي بينهم عندما يترفع أصغر أبناء ابن سعود أكثر في سلم الخلافة.

ويذهب الكاتب إلى أن تركيز الرأي العام السعودي وتكهنات السعوديين يتمحوران حول من سيتم اختياره من أحفاد الملك المؤسس ليقود دفة البلاد. وفي هذا المقام يبدو القول المأثور حول مسألة الخلافة في السعودية ذا صلة بالموضوع، فمن يتحدث كثيرا لا يعرف أي شيء، ومن يعرف لا يقول أي شيء.

ويعتقد بات أن كل ما يمكن عمله في هذا السياق هو الإشارة للمرشحين الأقوياء، معظمهم يحتلون اليوم مناصب بارزة. 

وهناك أمر آخر له صلة وهو ميل من هم في مركز السلطة لتعيين أبنائهم في مناصب تعزز من فرصهم للترفيع. وعندما يتم تغيير الأمراء وولي العهد، فحظوظ أبنائهم تتراجع هي الأخرى، وفق الموقع.

ويشير بات إلى أن واحدا من أبناء الملك عبدالله الأربعة ممن يحتلون مناصب عامة، فالشخص المفضل هو الأمير متعب (في بداية الستينيات من العمر)، والذي عُين العام الماضي قائدا للحرس الوطني، وعضوا في مجلس الوزراء في منصب أنشئ خصيصا له. وربما كان الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية – وهو المنصب الذي تولاه والده طوال حياته. ولدى الأمير محمد سجل جيد في الحكومة، ويتمتع بشعبية واحترام، ونال إعجاب مضيفيه في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

ويذكر موقع "بي بي سي" أن المملكة العربية السعودية تواجه الكثير من التحديات التي تتراوح من مشكلة البطالة بين الشباب، إلى مشاكل الجهاديين العائدين من سوريا والعراق، والانتقاد المتزايد لآل سعود على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام المحلي، والاضطرابات المتزايدة في مناطق الشيعة شرق البلاد.

ويخلص الكاتب إلى أنه لا يرغب الأمراء، وفي محاولاتهم للتصدي لهذه المشاكل، بإعطاء أعدائهم إشارة عن تصدع في بناء العائلة السعودية؛ وعليه فمن المتوقع حدوث نقاش حيوي حول من سيقود السعودية في المرحلة المقبلة من أحفاد الملك المؤسس، ومن المحتمل أن يتم حل هذه المشكلات خلف جدران القصور، وليس  في المنابر العامة.
التعليقات (2)
عبدالرحمن محمد
الأربعاء، 19-11-2014 12:21 م
الله يحفظ بلادنا من الفتن
أبوبكر
الثلاثاء، 18-11-2014 11:19 م
انشاء الله تقب بينهم