بدأت عدة دول تحقيقا واسعا وغير مسبوق في فيلم تنظيم الدولة المعروف بـ"
داعش"، الذي تخلى فيه عن استراتيجيته السابقة بإخفاء هوية المقاتلين، وقدم معظم أفراد الشريط الأخير دون قناع.
ويرى محللون غربيون أن الهدف من هذا هو إظهار قدرة التنظيم وامتداداته الدولية. فقد تعرفت فرنسا على واحد من الذباحين العشرين، الذين ظهروا في شريط "داعش"، الذي أعلن فيه عن مقتل عامل الإغاثة الأميركي عبدالرحمن
كاسيج، فيما يقول المسؤولون البريطانيون إنهم يحاولون التعرف على وجوه البعض ممن ظهروا دون قناع، ويقومون بمعالجة الصور إلكترونيا للتعرف على ملامح الجهاديين، وسط تقارير تقول إن أحد القتلة قد يكون ناصر
المثنى، طالب الطب من كارديف. فيما أكد والده أحمد المثنى أنه لو ثبتت صحة التقارير فيجب إعدامه.
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها إن المحققين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وأستراليا ونيوزلندا يحاولون التعرف على "الفيلق الأجنبي" من القتلة، الذين ظهروا علانية في شريط "داعش" الأخير، والذي صدر يوم الأحد.
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعا العالم للعمل معا ضد الجهاديين، الذين يسفكون دماء الأبرياء وقال "لن يرعبنا هؤلاء
الإرهابيون المجانين، وستتم هزيمتهم، وعليهم مواجهة العدالة التي يستحقونها".
وتبين الصحيفة أن التقارير التي تحدثت عن ناصر المثنى ودوره في الذبح ليست صحيحة، فخبراء الفيديو، الذين طلبت الصحيفة منهم تحليل محتويات الفيلم، أخرجوه من الوجوه الألمانية والفليبنية والشيشانية والأميركية التي شاركت في عملية القتل.
ونقلت "التايمز" عن باحث علمي في وكالة دولية للطب الشرعي قوله "بناء على التحليل الأولي الذي قمنا به فإننا سنستبعده -أي ناصر- من كونه الشخص الذي في الصورة". ومن هنا فالجهادي الوحيد في عصابة القتل هو المعروف بجهادي جون أو جالمان البريطاني، والذي لم يتم التعرف على هويته بعد. وهو واحد من اثنين من المقاتلين الذين ظهروا بلثام لإخفاء هويتهم.
وأظهر الشريط صورة لرأس كاسيج، حيث قال والداه يوم أمس إنهما مستعدان للعفو عن قتلة ابنهما.
وتلفت الافتتاحية إلى أن المحققين يحاولون تحديد فريق العمل الإعلامي الذي قام بإنتاج هذا الفيلم، بالإضافة للوجوه التي ظهرت فيه. ويعتقد المحققون أن الفريق يعمل فيه محترفون أجانب، قاموا بإنتاج الفيلم ومدته 16 دقيقة، وغيره من الأفلام ذات الجودة العالية.
وتنقل الافتتاحية عن البرفسور بول كورنيش من جامعة إكستر قوله "هذا في الحقيقة مسرح منظم بشكل جيد، وعلى مستوى عال لم نشهده من قبل". مضيفا "في اعتقادي فأثر الرعب كان ضخما، وهذا على درجة عالية من الأداء".
وترى وكالة الأمن الداخلي "إم آي فايف" أن البرنامج الذي استخدم في تحرير الفيلم تم بالتأكيد تحميله من الإنترنت، إضافة لمعرفة أفراد الفريق بصناعة الأفلام، بحسب الصحيفة.
ويقول مصدر له علاقة بـ"داعش" معلقا على
فرقة الإعدام الداعشية بأن الوجوه الأجنبية فيها محاولة لإظهار أن لدى التنظيم أعدادا أخرى مثلهم.
وتفيد الصحيفة أنه في أول تحرك ضد التنظيم قرر المدعي الفرنسي فتح تحقيق ضد ماكسيم هوتشارد، وهو فتى فرنسي من قرية في مقاطعة نورماندي. وتقول الشرطة الفرنسية إن فرنسيا آخر شارك في القتل، وتم تعريفه باسم أبو عثمان.
وتخلص الصحيفة إلى أنه على الغرب العمل على تدمير تنظيم الدولة، ويجب ألا تحرفه البربرية التي يقوم بها عن فعل هذا.