سياسة عربية

جنرال إسرائيلي: عباس يقدس التعاون الأمني قولا وفعلا

يحاول عباس منع اندلاع انتفاضة ثالثة في القدس المحتلة والضفة الغربية - أرشيفية
يحاول عباس منع اندلاع انتفاضة ثالثة في القدس المحتلة والضفة الغربية - أرشيفية
كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عن أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حرص على تقليص مظاهر الاحتفاء بذكرى وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لتقليل فرص اندفاع انتفاضة جديدة.

ونقل موقع "إسرائيل بلاس"، صباح الاثنين، عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قوله إن "أبو مازن أمر بتقليص الموازنة المخصصة لإحياء الذكرى من أجل عدم المساهمة في تحول مظاهر الاحتفاء إلى مناسبة لإشعال المنطقة".

وأشار الجنرال إلى أن عباس أقدم على هذه الخطوة بخلاف رغبة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، المكلف بالإشراف على مظاهر إحياء الذكرى، الذي يسود بينه وبين عباس توتر واضح.

وشدد الجنرال على أنه على الرغم من الانتقادات الحادة التي يوجهها عباس لسياسات إسرائيل في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، إلا أنه يحث الأجهزة الأمنية التابعة له على مواصلة التعاون الأمني مع كل من الجيش والمخابرات الإسرائيلية.

وأضاف الجنرال أن عباس يصر على منع اندلاع عمليات ضد إسرائيل بأي ثمن، واصفا أياه بأنه بمثابة "جرف صامت"، مشددا على أنه يذكر قادة الأجهزة الأمنية في السلطة بأن التعاون الأمني يجب ألا يرتبط بالتطورات السياسية.

وشدد الجنرال على أن عباس "يقدس" فعلا وليس قولا فقط التعاون مع إسرائيل، وهو يواصل قول الكلام "الصحيح"،الذي يتوجب أن يقوله من منطلق المصالح الإسرائيلية، تماما كما فعل بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة من قبل نشطاء "حماس".

وأضاف: "نحن نواصل فحص أنشطة الأجهزة الأمنية في مجال اعتقال نشطاء حماس، وتدل المعطيات أنها تتواصل على قدم وساق بدون تغيير، بل إنها تتزايد".

وشدد الجنرال على أن عباس يواصل هجومه على حماس وسلوكها، معتبرا أن السياسات التي ينتهجها عباس تمثل "أهم عامل استقرار للأمور في الضفة الغربية".

واستدرك الجنرال أنه على الرغم من جهود عباس، فإن الأوضاع الأمنية يمكن أن تنفجر بين عشية وضحاها، مشيرا إلى أن قيام متطرفين يهود من تنظيم "شارة ثمن" بحرق مسجد، ومقتل مصلين نتاج هذا العمل سيفضي إلى تفجر الأوضاع بشكل دراماتيكي بغض النظر عن نوايا عباس.

ونوّه الجنرال إلى أن قيام فلسطينيين بتنفيذ عملية تفضي إلى مقتل عدد كبير من الإسرائيليين ستفضي إلى نفس النتيجة.

من ناحيتها، انتقدت الكاتبة الإسرائيلية، عميرة هاس، قيام عباس بإصدار أوامره باعتقال قادة النقابات المهنية في الضفة الغربية لمجرد أنهم هددوا بالإضرار في حال لم يتم تحسين رواتب الموظفين.

وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" في عددها الصادر الاثنين،استهجنت هاس أن يقدم عباس على هذه الخطوة في الوقت الذي يتعاظم فيه التوتر بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة والضفة الغربية.

واعتبرت "هاس" أن سلوك عباس يدلل على أنه ديكتاتور، وأنه يقيم في الواقع حكم فرد،حيث يتعامل مع نفسه على أساس أنه فوق القانون، على حد قولها.
التعليقات (0)