فيلم أردني يجسد حلم فتى عربي ويصل للعالمية (فيديو)

أنتجت مخرجة أردنية فيلما بعنوان "بدي ألقي كلمة في ناسا" يحكي حلم طفل بأن يصبح عالما للفلك، في بيئة لا تحتضن هذا التخصص، ولا تُدرّسُه.

يقول بطل الفيلم، الفتى المولع بعلم الفلك خالد إسماعيل: "أتمنى أن أُلقي كلمة في وكالة ناسا الفضائية".

تعرّف خالد على الفلك بعد مشاهدته فيلما وثائقيا وهو في السابعة، وبدأ برصد الكواكب والنجوم عن طريق "تيليسكوب" أحضرته له أسرته لتشجعه وتدعم طموحه، ودوّن ملاحظاته ورسوماته في غرفته الخاصة.

تقول مُخرجة الفيلم سهى إسماعيل، وهي متخصصة في الفيزياء والإعلام، إن فكرة الفيلم انبثقت من وحي تجربة يعيشها خالد وهو شقيقها، فالفيلم يصف شغفه وحلمه الكبير والصعوبات التي يواجهها لتحقيقه في المدرسة والبيئة التي يعيش فيها.

وشارك الفيلم في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية في مسابقة أفق جديد ووصل للتصفيات النهائية مع ستة أفلام أخرى.

وعنهُ يقول المخرج والمنتج في قناة الجزيرة بشار حمدان والذي ساعد المخرجة بتطوير سيناريو الفيلم: "إن الفيلم يكتسب أهمية كبيرة لكونه يسلط الضوء على مشكلة واقعية تواجه مجتمعاتنا، ولها علاقة بالمخرجة وتعيش تفاصيلها المتعلقة بحب بطل الفيلم -وهو شقيقها- وشغفه بعلم الفلك، ما أضفى عليه تفاصيل حقيقية.

وأضاف حمدان لـ"عربي21" أنه حصيلة جهد شخصي قامت به المخرجة خلال مدة تزيد على عامين، ما أكسبه إضافات ثرية.

وقد واجهت المخرجة مشاكل عدة أثناء عمل الفيلم، منها عدم وجود دعم كافٍ لكل ما تحتاجه، مما اضطرها للقيام بعدد من المهام بمفردها كالتصوير في بداية العمل والمونتاج والتسويق عدا عن الإخراج، لكنها حصلت على دعم بالخدمات من عدة جهات في مراحل مختلفة من العمل كالتصوير والموسيقى وغيرها.

وتضيف سهى إسماعيل لـ"عربي21" حاولت من خلال الفيلم أن أوصل الجهد والمعاناة التي يواجهها الأطفال لتحقيق أحلامهم، وكيف أن بعض الأحلام في الوطن العربي يكون تحقيقها بالغ الصعوبة، فلو كانت هناك وكالة فضاء عربية تستقطب الفلكيين العرب لما قال خالد: "بدي ألقي كلمة بناسا" ولو وجد مدارسنا وجامعاتنا تهتم بالفلك لما قفز عقله لكامبريدج وهارفارد.

يقول الطفل خالد لـ"عربي21": عندما أخبر أحد أساتذتي عن حُبي لعلم الفلك فإنني عادة ما أسمع عبارات تشجيع مثل ممتاز ورائع.. وبعدها لا أحد يهتم.

وتضيف مخرجة الفيلم: التشجيع بالكلمات وحدها لا يكفي، على المدرسة ومؤسسات الدولة والمجتمع أن تتيح الوسائل الداعمة لتحقيق أحلام الطلاب.

يقول أ.د نضال قسوم أستاذ الفيزياء والفلك في الجامعة الأمريكية بالشارقة والباحث السابق في ناسا بات من الواضح أن الشباب يتجهون للأفلام عوضاً عن القراءة، وهذا يجعل مثل هذا الشريط بقصته مشوّقا، حيث يتعاطف المشاهد ويتفاعل مع الفتى الذي يريد أن يطير للفضاء، ثائرا على وضعه الضيق، متسلحا بالعلم والفضول وحب المعرفة، ويقتنع أن الآفاق غير محدودة بوجود الإرادة.

ويضيف قسوم لـ"عربي21": أعتقد أن الشباب العرب سيتشجعون عند رؤية هذا الفتى، الذي لا يكاد يعبأ بمحيطه الاجتماعي والسياسي، ولا يعرف إلا العلم سبيلا في الحياة.

ويتابع قسوم: "بالنسبة للدعم، فتلك مأساة أخرى.. نجد في هذا الفيلم تشجيعا من المخرجة التي لم تتوقف في سعيها لإخراج القصة للجمهور بدعم مادي يكاد يساوي الصفر". 

ويقول قسوم: لا شك هناك تقصير كبير في العالم العربي في دعم الشباب الراغبين في علم الفلك، بقلة النوادي الفلكية والعلمية عموما وقلة المراكز العلمية (مثل المراصد) وقلة الإنفاق على مثل تلك الأنشطة. ولكن مع ظهور الإنترنت ووسائله، بات من الممكن مساعدة الشباب إلى حد ما. لكن يبقى دور الإعلام "التقليدي" (الجرائد والمجلات وقنوات التلفزيون) لا بديل عنه، لقدرته على الوصول لملايين الناس.

وأعرب عن رجائه في أن يتفق الجميع "لدعم النشء الراغب في العلم والثقافة والمعرفة"، وختم قائلاً: "الجيل القادم هو مستقبلنا ومستقبل أبنائنا.. ولا بديل لنا عن العلم".

وتقوم مخرجة الفيلم حاليا بالترتيب لعروض قادمة للفيلم داخل الأردن، وتنوي إكمال مسيرتها في إخراج المزيد من الأفلام عن التعليم وهموم الشباب وتطلعاتهم.