تكررت مؤخرا عمليات تفجير سيارات مفخخة في بلدات الغوطة الشرقية وبلدات القلمون ووادي بردى في ريف دمشق، حيث طالت المدنيين والعسكريين، كما أنها تستهدف بشكل خاص العديد من قيادات الثوار، فيما وجهت أصابع الاتهام للنظام السوري الذي استعمل عملاءه في المنطقة لتنفيذ مثل هذه العمليات مقابل مبالغ كبيرة، بحسب نشطاء ومتحدثين باسم الكتائب المقاتلة في المنطقة.
واتهم ناشطون النظام بعملية تفجير سيارة مفخخة وقعت مؤخرا في منطقة الطيبة بغوطة دمشق الغربية، والتي أصبحت من أهم جبهات الغربية بعد تمكن الثوار من صد اقتحام النظام لها لعدة مرات.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" في
الغوطة الغربية أبو مالك في حديث خاص لـ"عربي 21"، إن العملية تستهدف المصلين في المسجد القريب، مبينا أن التفجير كان بواسطة سيارة زراعية من نوع كيا 4000.
وأوضح أبو مالك أن السيارة كانت تحتوي على كمية لا يستهان بها من المتفجرات، وكانت مركونة بالقرب من المسجد الذي يصلي فيه أغلب أهالي الطيبة، وهي مجهزة لتنفجر عند موعد انتهاء الصلاة وخروج المصلين. وقدر الله أن يطيل الخطيب خطبته على غير العادة لتنفجر السيارة قبل خروج المصلين إلى خارج المسجد"، وفق قوله.
وقال: "تأخر خروج المصلين من المسجد خفف من الضحايا"، موضحا: "أصيب العشرات من المصلين ولم يسقط قتلى". ولفت أبو مالك إلى "الجهود الجبارة التي بذلها المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي بمدينة الطيبة، حيث تمكن من إسعاف كافة الإصابات وتقديم العلاج الإسعافي لهم لتصبح حالتهم جيدة".
وبيّن أبو مالك أن النظام وعملاءه في المنطقة هم المتهمون بتنفيذ هذه العملية، حيث أن النظام فشل ولعدة مرات باقتحام المنطقة عسكريا "رغم مساعدة اللجان التشبيحية الفلسطينية" الموجودة في منطقة دنون الملاصقة للطيبة. وقال إن النظام استهدف الحاضنة الشعبية للثوار، حيث أن المصلين أغلبهم من المدنيين الموجودين في الطيبة ممن لم يجد مكانا ينزح إليه بعد استهدافها من قبل النظام.
بدوره، تحدث قيادي في أحد الفصائل العاملة في المنطقة عن هذه الظاهرة، حيث عللها بـ"ضعف الإجراءات الأمنية للثوار، حيث أنهم حتى اليوم لم يستطيعوا ضبط مناطق نفوذهم وحمايتها من الاختراق، وهذه نتيجة ضعف الثقافة الأمنية لديهم، والتي سببت الكثير من الخسائر في صفوفهم وفي صفوف الحاضنة الشعبية التي يعيشون في كنفها. النظام استفاد من هذه الثغرة و نفذ الكثير من العمليات معتمدا عليها وخاصة بعد فشله في اختراقهم عسكريا"، حسب تقديره.