كاتب إسرائيلي: على اليسار التنديد بتكريم عزمي بشارة

تحت عنوان "كلنا عزمي بشارة"، كتب الرئيس السابق لمجلس المستوطنات، إسرائيل هرئيل، في مقال له في صحيفة "هآرتس"، الجمعة، متناولا تكريم المفكر الفلسطيني، عزمي بشارة، أمام الآلاف في ستاد "أبناء سخنين". 

ويبدو أن هرئيل يكتب بغضب من تصفيق الآلاف لبشارة، وما أسماه "التماثل الجارف" معه، فيطالب بتوسيع دائرة التحريض ضد بشارة الذي وصفه بأنه "يواصل الحرب على إسرائيل بدعم من قطر وتنظيمات فلسطينية"، مطالبا أيضا بتوسيع دائرة التحريض على العرب في الداخل، لتأييده "الطبيعي" لبشارة.

وطالب هرئيل في مقاله اليسار الإسرائيلي "الذي يدافع عن المواطنين العرب في داخل إسرائيل على الدوام مهما فعلوا بأن يندد بمنحهم عزمي بشارة درع التكريم من قبل الجمهور العربي"، واصفا إياه بـ"الجاسوس الخائن للدولة".

وقال: "كان يمكن أن نتوقع تأنيبا لا لبس فيه من قبل الحلقات اليهودية التي تزعم أن أكثر الفلسطينيين في إسرائيل مخلصون للدولة. وتوجه هذه الحلقات كل مطالبها وتنديدها إلى حكومات إسرائيل وما يتفرع عنها، وعلى أقسام من المجتمع اليهودي تعادي العرب في رأيهم. ولا يُذكر أي تنديد بعمليات العرب السرية. وتنحصر كل الطاقات القتالية للجمعيات المختلفة لحقوق المواطن، بنفقة سخية من صندوق إسرائيل الجديد، بالتنديد بالمجتمع اليهودي"، على حد قوله.

ونوه هرئيل إلى أن تكريم بشارة في سخنين ليس حدثا مستفزا، من باب أن ذلك يؤكد أن الفلسطينيين في الداخل "يتماثلون بشكل طبيعي مع إرهابيين من بين صفوفهم"، ولكن هؤلاء أيضا على وصف الكاتب يحاولون "زعزعة أمن إسرائيل".

وأضاف أن الحفل الذي صفق فيه الآلاف لتكريم بشارة يفند الادعاءات الإسرائيلية بعد كل عملية يتعاون فيها عرب من الداخل مع من وصفهم الكاتب بـ"الأعداء"، والتي تتضمن أن الحديث إنما هو عن "أقلية صغيرة، لا تمثل الجميع، وإنما تمثل مثقفين راديكاليين، وإسلاميين متطرفين، وسياسيين متطرفين، وأن الجماهير العريضة ترفض الأعمال المتطرفة". وهنا يضيف الكاتب أنه لم "يصدر عن هذه الغالبية المعتدلة أي انتقادات للتماثل الجارف مع بشارة".

وكشف هرئيل عن أن "الشاباك" قد تنصت على المكالمات الهاتفية لبشارة خلال العدوان الأخير على لبنان، وأن بشارة عمل على تحديد أهداف لتوجيه صواريخ "حزب الله" باتجاهها، على حد زعمه. 
وقال إن الفلسطينيين في الداخل لا يتماثلون مع بشارة بسبب التمييز ضدهم، وإنما لأن مشاعر رفض الاعتراف بوجود إسرائيل كدولة للشعب اليهودي منحوتة بشكل مبدئي وبنيوي في أعماق الجينات الوراثية الفلسطينية، ولن تغيره أية مساواة مدنية. 

وبحسب هرئيل فإن هذا السبب يقف وراء استبعاد القيادة الفلسطينية في الداخل لبشارة وأمثاله.

وأنهى الكاتب حديثه باتهام شخصيات ومنظمات من اليسار الإسرائيلي بأنها تصنف في خانة واحدة مع بشارة؛ مطالبا إياهم بأن يثبتوا العكس إذا لم يرق لهم هذا التصنيف.