ملفات وتقارير

كيف يجند "داعش" الشباب في صفوفه بالموصل؟

كثف "داعش" حركة التجنيد في صفوفه بعد توسعه السريع في العراق وسورية (أرشيفية)
كثف "داعش" حركة التجنيد في صفوفه بعد توسعه السريع في العراق وسورية (أرشيفية)

يقوم تنظيم "الدولة الإسلامية" في الموصل، شمال العراق، بتجنيد مقاتلين جدد من سكان المدينة، حيث نشر التنظيم مقطع فيديو يظهر فيه قرابة 100 شاب يتدربون على صنوف القتال في صحراء غير معروفة الموقع، بالإضافة إلى إعطائهم دروسا بـ"عقيدة التوحيد".

وأكد مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه في حديث خاص لـ"عربي 21"؛ أن أعمار الأشخاص الذين يقوم التنظيم بتجنيدها تتراوح ما بين 14 و25 عاما، مضيفا: "هناك ثلاث طرق يقوم بها التنظيم في الموصل لتجنيد الشباب للقتال إلى جانبه، أولى تلك الطرق هو قيام أحد عناصر التنظيم القدامى بتزكية المتقدمين لطلب الانضمام إلى التنظيم، وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص من أقارب عناصر التنظيم".

وتابع المصدر المقرب من تنظيم الدولة، أن عناصر التنظيم يقومون أيضا بدعوة الشباب من خلال المساجد أو الطرقات عن طريق المفاتحة الفردية. وقال: "يقسم التنظيم المنتمين الجدد إلى مجموعات، وعندما تصل كل مجموعة إلى عدد معين (ما بين 20 الى 40 شخصا)، يتم جمعهم في أحد المساجد المعروفة في المدينة".

وذكر المصدر أسماء المساجد التي يجتمع فيه المجندون الجدد في الموصل، لكنه طلب عدم الإشارة إليها لأسباب أمنية. ويقضي فيها المجندون قرابة الأسبوع يتم يتلقون فيها الدروس وتلقى عليهم الخطب والأناشيد الجهادية.

وأشار إلى أن المقاتلين الجدد يلتقون في تلك المساجد بـالمقاتلين العرب أو من يسمون بـ"المهاجرين". وقال: "لقاؤهم بالمقاتلين العرب هو من أجل حثهم على الجهاد، خصوصا أن هؤلاء المقاتلين يمتلكون لغة خطابية مؤثرة، ولديهم الكثير من القصص عن الجهاد بسبب باعهم الطويل في هذا المجال".

أما عن مراحل تجنيد الشباب في الموصل، فبحسب المصدر، "بعد الأسبوع الذي يقضونه في المسجد، والذي يسمى عند التنظيم بمرحلة الخروج الأول، يتم إرسالهم لعائلاتهم لمراقبة تصرفاتهم ومشاهدة حجم تأثير تلك المرحلة، استعدادا لإرسالهم لمرحلة الخروج الثاني وهي التدريب على القتال".

وبحسب المصدر، في مرحلة الخروج الثاني يتم تدريب المجندين على القتال، حيث يمتلك التنظيم في الموصل عدة معسكرات تدريبية، كان أهمها في منطقة الغابات وحمام العليل، وقد تعرضا للقصف الجوي من قبل الطائرات الأمريكية والعراقية.

ويقول المصدر، إن التنظيم غيّر معكسراته التدريبية بعد القصف، حيث بدأ باختيار أماكن بعيدة عن السكان في مناطق صحراوية بالإضافة الى بعض الملاجئ السرية، لافتا إلى أن التنظيم يقوم بتدريب المجندين على التعامل مع السلاح الخفيف والمتوسط بالإضافة الى اللياقة البدنية.

ويقوم التنظيم، كما ظهر في فيديو منشور من قبله، بإعطاء دروس "شرعية" في الفقه والعقيدة خلال التدريبات اليومية.

ويختتم المصدر حديثه الخاص قائلا: "بعد الانتهاء من التدريب، عادة ما يتم زج هؤلاء المقاتلين الجدد في الخطوط الأمامية، ولكن لا تعطى لهم أي مهام إدارية أو قيادية أو شرعية".

بدوره، قال أبو خالد 55 عاما، وهو من سكان حي الرفاعي في الموصل، إن ابنه الأوسط ذا السبعة عشر عاما؛ خرج من البيت لمدة أسبوع دون أن تعرف أسرته عنه شيئا، و"بعدها عاد إلى البيت وأخبرنا بأنه انتمى إلى التنظيم. وبعد أيام أيضا اختفى ليخبرنا بعد شهرين أنه يقاتل مع التنظيم في الأنبار. ولم أستطع معرفة المزيد من التفاصيل" حسب قوله، لكنه تمنى ألا يصيبه مكروه، مضيفا: "أنا رجل مسن ولا أتحمل أن أرى أحد أولادي مقتولا".

من جانبه، ذكر سيف وهو أحد مقاتلي التنظيم الجدد، أنه شارك في معسكر تدريبي في منطقة حمام العليل، إلا أنه أصيب في قدمه وظهره بعد أن تعرض المعسكر لقصف جوي أمريكي ما تسبب في إعاقته. وأكد سيف أنه تدرب على جميع أنواع الأسلحة، وأن من قاموا بتدريبه كانوا ضباطا في الجيش العراقي السابق، بالإضافة الى مقاتلين عرب وأجانب، علما بأن سيف لا زال يرقد في إحدى مستشفيات الموصل المعروفة.
التعليقات (0)