تنظيم الدولة يوسع مناطق نفوذه بضم عامرية الفلوجة ـ منتديات تابعة لداعش
قال شهود عيان من سكان ناحية عامرية الفلوجة بالعراق، إن مقاتلي تنظيم الدولة بدأوا يضيقون الخناق على المنطقة التي تبعد عن العاصمة بغداد نحو 40 كيلومتراً فقط؛ بعد أن فرضوا حصارا كاملا عليها من ثلاثة محاور استعدادا لاقتحامها.
وبين الشهود في حديث خاص لـ "عربي21"، أن التنظيم أحكم سيطرته على ثلاثة مناطق محيطة بالناحية من جهة زوبع والعويسات والحصى التي أصبحت بيد تنظيم الدولة، مضيفين أن مقاتلي التنظيم بدأوا في وقت سابق، بالتحشيد بالقرب من ناحية العامرية (23 كم جنوب مدينة الفلوجة)، بعد تطويقها وبحوزتهم دبابات وأسلحة حديثة متطورة، بالإضافة إلى امتلاكهم مدرعات مصفحة.
ويعاني أهالي عامرية الفلوجة من ظروف إنسانية واقتصادية صعبة نتيجة الحصار المفروض عليهم منذ عدة أسابيع واستمرار العمليات المسلحة، وإغلاق الجيش لأهم المنافذ الرئيسية في الفلوجة، الأمر الذي أدى إلى نقص في المواد الأساسية وارتفاع في أسعار السلع الاستهلاكية.
كما يعاني أهالي العامرية من ضعف الرعاية الطبية، ونقص المشتقات النفطية مع قرب حلول فصل الشتاء، يرافقها موجة نزوح جديدة لخارج الناحية بسبب تخوف الأهالي من حدوث مجازر بين صفوفهم في حال سيطر تنظيم الدولة على الناحية.
وقال احمد العيساوي في حديث خاص، إن أجواء الخوف الهلع والرعب تسود بين صفوف أهالي ناحية عامرية الفلوجة، فهم يسمعون أصوات الاشتباكات المتواصلة لليوم الرابع التوالي بين مقاتلي الدولة "داعش" من جهة وقوات الأمن والعشائر من جهة أخرى، وهم يقتربون شئيا فشئيا من الناحية للسيطرة عليها، الأمر الذي دفع العديد من أصحاب المحال إلى إغلاق محالهم التجارية والبقاء في منازلهم عشية الاستهداف.
وأضاف أنه منذ حوالي أسبوع تقريبا لم تعش الناحية أوضاعا طبيعية، فحركة الناس أصبحت قليلة جدا خاصة بعد اغلاق الجيش العراقي جميع المنافذ والطرق المؤدية من وإلى الفلوجة بحجة محاصرة "داعش"، فيما شوهدت مئات العائلات وهي تحمل أمتعتها البسيطة لمغادرة الناحية إلى المناطق القريبة، هربا من معارك طاحنه ينتظر نشوبها قريبا بين الطرفين.
وتقع عامرية الفلوجة على بعد أربعين كيلو غرب بغداد، وباتت السيطرة عليها حاجة ملحة وأولية لدى "داعش" لتوسيع مناطق نفوذه أكثر لتحقيق حلم بلوغ أبواب العاصمة.
بدوره يقول ناجي إبراهيم، إن الوضع في ناحية عامرية الفلوجة خلال اليومين الماضين سيئا خصوصا بعد محاصرة تنظيم الدولة للناحية فسقوط قذائق الهاون أصبح أمرا مألوفا على سكان الناحية ما يزيد من الوضع سوءا ويجبرنا على النزوح والاستعداد لمواجهة معاناة اكبر.
وتابع أن "البقاء في منازلنا هو مخاطرة بأرواحنا وأرواح أطفالنا، واقتحام الناحية على ما يبدو بات وشيكا ولا أعرف أين سنذهب، لم يعد أي مكان آمنا في مدينة الفلوجة ومحيطها حتى نهرب إليه، إضافة إلى أن القوات الأمنية العراقية تمنعنا من النزوح إلى بغداد وإلى الله المشتكى مما نتعرض له من مأساة حقيقية".
وكان مجلس ناحية العامرية ناشد في وقت سابق الحكومة المركزية في بغداد، أكثر من مرة إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى الناحية لمساندة قطعات الجيش والصحوات من أبناء العشائر قبل سقوطها بالكامل بيد تنظيم الدولة.
يشار إلى أن تنظيم الدولة "داعش" يحاول منذ أكثر من أسبوع السيطرة على ناحية عامرية الفلوجة لاقتحامها بعد شنه سلسلة هجمات لم تمكنه من السيطرة على آخر معاقل الصحوات والجيش العراقي، والتوجه صوب بغداد.