استكملت اللجنة المدنية المشكّلة من قبل أهالي حي الوعر شمال غرب مدينة
حمص، الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، الخميس، إخلاء آخر مدرسة من النازحين، من خلال نقلهم إلى مراكز إيواء قريبة البالغ عددها 18 مركزا.
وقال الناشط الإعلامي من داخل حي الوعر، محمد الحميد، لـ"عربي 21"، إن ناشطين من أبناء حي الوعر أطلقوا هاشتاغ "#بدنا_نفتح_المدارس"، وطلبوا من الأهالي إرسال أطفالهم إلى مقاعد الدراسة، حيث حاول الناشطون من خلال حملتهم على مواقع التواصل الاجتماعي دعم الجهود المبذولة لإفراغ
المدارس الرسمية من المهجّرين، ونقلهم لأماكن سكنية في شقق داخل الحي، وإعادة المدارس إلى وضعها الطبيعي لاستقبال الأطفال على مقاعد الدراسة.
وأشار الحميد إلى شعار رفعه "أبو همام" أحد مدرسي الحي على "فيسبوك" ضمن حملة: "اتركوا لي المدرسة لأتعلم، لأنني امتداد لطموحكم"، متابعا بالقول: "لا يسعني إلا أن أشكر كل من وضع لبنة في بناء عام دراسي ليس كبقية الأعوام الثلاثة العجاف التي مرت، وسنغسل ذلها وعارها وضياعها، لأننا سنجد أنفسنا في مدارسنا، فهي ملكنا ولنا ولأجلنا".
وكانت اللجنة المدنية في الحي، أخلت سابقا مدارس خولة بنت الأزور، وأحمد عيسى وأحمد مبارك والحسن بن الهيثم والرائد العربية، واستكملت العملية الخميس، بإخلاء مدرسة الكندي.
وتوقفت هذه المدارس عن استقبال الأطفال في العام الدراسي (2011 – 2012) إثر حملة التهجير التي مارسها النظام السوري في مدينة حمص، فتحولت هذه المدارس لمراكز إيواء، ضمت آلاف الأشخاص والعائلات المهجرة، فاستبعد بذلك آلاف الأطفال عن مقاعد الدراسة، وتحولوا إلى الشوارع.
وتغيّر مظهر المدارس في المدينة، حيث تم استهلاك خشب أدراجها في التدفئة من قبل الأهالي إثر منع المحروقات من الدخول للحي، وتحولت حدائقها إلى حقول لزرع الخضراوات، بسبب الحصار الغذائي المفروض من قبل قوات الأسد.
ولاقت هذه الحملة تجاوبا قويا من قبل أهالي الحي، ودعما في كل المناقشات والاجتماعات الأهلية، ويرى ناشطون أنها سبيلا لانتشال أجيال من الأطفال السوريين في مناطق المعارضة من براثن الجهل "التي يسعى إليها الأسد"، على حد قولهم.
ويأمل مجموعة من المعلمين المعتبرين في الحي بعد نجاحهم في إفراغ ستة مدارس وتأهيلها بما يتوفر لديهم من إمكانيات من بدء العام الدراسي بسلام، وأوعز هؤلاء المعنيون إلى الأهالي للإسراع بتسجيل أبنائهم مع بداية العام الدراسي، ولاقى ذلك إقبالا قويا لم يتوقعه حتى هؤلاء المعلمون، بحسب الحميد.